تشير دراسات واحصائيات عديدة إلى أنّ الإدمان على استخدام الفايسبوك يؤثر سلباً في نفسية المستخدم ونمط عيشه وأنشطته وسلوكياته كونه يفتح المجال أمامه لمقارنة حياته بحياة الآخرين، وهذا أمر مثبط للنفسية لاسيما إذا كانت حياة هؤلاء حافلة بالأحداث والنشاطات والانجازات. إلا أنّ أياً من الدراسات لم يتطرق إلى الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يتركه تصفّح هذه الشبكة الاجتماعية الواسعة في روحية المستخدم. ولكن في الآونة الأخيرة، تداركت دراسة بريطانية هذا الأمر وأجرت استطلاع رأي لأكثر من 144 مستخدماً، أكدت نتيجته أنّ نفسية الغالبية الساحقة من المستخدمين ومزاجهم يتحسنان عقب تصفح صورهم القديمة والأحاديث الناتجة عن تواصلهم مع العائلة والأصدقاء. واعتبرت الدراسة المذكورة أنّ آلية رفع المعنويات التي يعتمدها فيسبوك قد تعود بالكثير من المنفعة على المستخدمين الذين هم على شفير الاكتئاب أو الانهيار، كونها ترسم لهم مساراً عاطفياً سليماً يساعدهم على تذكّر اللحظات الجميلة التي مرّت بهم في حياتهم. فعلى حد تعبير أحد المشاركين في الاستطلاع، قد “يكون فيسبوك وسيلةً للتواصل والتفاعل مع الآخرين، ولكنه أيضاً وسيلةً للتواصل مع ذواتنا في الماضي عندما تكون ذواتنا في الحاضر مكتئبة وبحاجة إلى ما ينعشها، كما أنه محفّز للتخلص من المزاج السيء بمجرد النظر إلى الإعلانات القديمة التي تجسّد لحظات فرح اختبرناها في وقتٍ سابق".