احتضنت العاصمة المصرية القاهرة خلال يومي 9و10 يناير 2013 أعمال المؤتمر الثاني عشر لاتحاد الصحفيين العرب تحت شعار: “صحافة حرة.. تجمع ولا تفرق”. بدأ المؤتمر أعماله بجلسة افتتاحية برئاسة عبد الله البقالى نائب رئيس الاتحاد وحضور أعضاء الأمانة العامة ووفود المنظمات الإعلامية الأعضاء في الاتحاد وممثلين عن منظمات دولية كان في مقدمتها رئيس الاتحاد الدولي ممثلا برئيسه جيم بوملحة . وتميزت الجلسة بكلمات كل من نقيب الصحفيين المصريين ممدوح الولي ووزير الإعلام المصري صلاح عبد المقصود ممثلا عن رئيس الوزراء ، وكلمة الاتحاد العام للصحفيين العرب ألقاها نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار إضافة إلى كلمة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين . وانتقلت الأعمال إلى جلسات المؤتمر المغلقة وبعد النقاشات المستفيضة التي استحضرت الأوضاع السياسية والإعلامية في البلاد العربية ، خلص المؤتمر إلى البيان العام التالي : الجانب السياسي : يؤكد الاتحاد التزامه بجميع القرارات الصادرة عن هياكله حول القضية الفلسطينية معتبرا أنها القضية المركزية للأمة العربية ، التي يجب أن تظل في مقدمة انشغالات ونضالات الشعوب العربية إلى ان يتحقق قيام الدولة الفلسطينية على كافة الاراضى المحتلة وعاصمتها القدس الشريف ويجدد المؤتمر التأكيد على مناهضة الاحتلال الاسرائيلى بجميع أشكاله ورفضه المطلق التسلم بفرض وقائع على الأرض بسبب السياسة الإسرائيلية العدوانية ويعتبر المؤتمر التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة عظمي لتاريخ نضال الشعوب العربية ، ويدعو في هذا الصدد إلى تفعيل جميع وسائل المقاطعة العربية لهذا الكيان الغاشم ، ويدين سياسة الاحتلال الصهيوني القائمة على الإبادة والدمار التي كان أخرها العدوان الغاشم علي غزة الصامدة ، ويناشد المؤتمر المنظمات الدولية والإقليمية وبخاصة اليونسكو لوقف العمل طمس الهوية العربية للقدس خصوصا ، ويدعو فى هذا الصدد منظمة اليونسكو للمساهمة الفعلية لوقف مخطط تهويد المدينة المقدسة . يحيى المؤتمر الحراك العربي الذي أعاد للنضال الديمقراطي توهجه والذي أفضى إلى الإطاحة بأنظمة عربية ديكتاتورية جثمت على الشعوب العربية لحقب طويلة من الزمن ، ويعبر الصحفيون العرب عن استعدادهم الكامل لمواصلة دعم هذا الحراك السلمي بما يحقق آمال الجماهير في سيادة أنظمة ديمقراطية تضمن العدالة وقيام دولة الحق والقانون . ويؤكد المؤتمر في هذا الشأن على نبذ العنف بكافة أشكاله بغض النظر عن الجهة التي تمارسه ويدعو إلى تفعيل أساليب الحوار الديمقراطي ، وينطبق هذا الأمر على ما تشهده الشقيقة سوريا لضمان وحدة أراضيها ورفض اى شكل من أشكال التدخل الخارجي فيها. كما يعرب المؤتمر عن دعمه لاستقرار لبنان ووحدته وصيغة التعايش السلمي بين أبنائه ويدين التهديدات والاستفزازات الإسرائيلية الغاشمة . ويؤكد المؤتمر دعمه القوى لوحدة السودان لكونه يمثل عمقا استراتيجيا للأمة العربية . ويعرب المؤتمر عن مساندته للشعب اليمنى في نضاله من اجل تحقيق الإصلاحات الكاملة المنشودة من تجاوز الآثار السلبية والضائقة الاقتصادية التي يعانى منها ، وينبه المؤتمر إلى خطورة المضايقات على حرية الصحافة والصحفيين اليمنيين ، ويقرر في هذا الصدد إطلاق حملة عربية واسعة لمساندة الزملاء في نقابة الصحفيين اليمنيين حتى ترفع جميع أشكال التضييق على العمل الصحفي خصوصا إطلاق سراح الزميل / عبد الاله حيدر الذي يدخل عامه الثالث في السجن وكذلك التحقيق في قضايا مقتل خمسة من الصحفيين خلال قيامهم بواجبهم أثناء قيام الثورة . ويرحب المؤتمر بالتطورات التي تحققت في الصومال ويدعو البلدان العربية إلى دعمه في معركة إعادة الاعمار . كما يؤكد المؤتمر رفضه القاطع لجميع مظاهر التدخل الخارجي في شئون العراق الداخلية ووقف أشكال الشحن الطائفي والعرقي لزعزعة استقراره وامنه ويؤكد على وحدة وسيادة أراضيه ويدعو الأطراف السياسية إلى تغليب المصلحة الوطنية وتصفيه الخلافات بالحوار . ويدين الاتحاد الاقتتال الدائر في لبيبا ويدعو إلى الاستفادة من الفرصة التاريخية التي أتاحتها الثورة الليبية . ويؤكد في هذا الصدد رفضه الكامل لجميع أشكال التهميش والإقصاء والإبعاد والتضييق على الصحفيين بمن فيهم الزملاء الذين عملوا قبل قيام الثورة الليبية . ويدعم المؤتمر نضال الصحفيين التونسيين الهادف إلى تفعيل القوانين الضامنة لحقوقهم ورفع جميع مظاهر التضييق عليهم ويطالب في هذا الصدد بإرساء الهيئة العليا للإعلام السمعي والبصري ، مطالباً بضمان الحماية الكاملة للزملاء الصحفيين ووقف الاعتداءات التي تمارس في حقهم وخاصة من طرف جماعات متطرفة قريبة من السلطة ، ويدعو السلطات القطرية إلى الإفراج الفوري عن الزميل محمود بو ناب المحتجز في قطر منذ خمسة عشر شهراً . ويؤكد الاتحاد دعمه للمطالب المغربية الهادفة إلى تحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما المحتلة من اسبانيا ويعبر عن مساندته لحماية وحدته الترابية ، ويدعم مقترح الحكم الذاتي لحل مشكلة الصحراء . وفيما يخص الأوضاع في مصر فان المؤتمر يطالب بفتح تحقيق نزيه في مقتل الصحفي الحسينى ابو ضيف وكشف ملابسات مقتله وإحالة الجناة إلى العدالة . كما توصى الأمانة العامة للاتحاد بمتابعة موضوع الصحفي المصري احمد لبيب جعفر المعتقل بدولة الإمارات من اجل إطلاق سراحه ، ويطالب المؤتمر السلطات المصرية بالعمل على تسوية أوضاع الزملاء الصحفيين العاملين في الصحف الحزبية وغيرها ووقف الملاحقات القضائية للصحفيين وضمان حماية مقرات الصحف والقنوات وإعادة النظر في كل ما من شانه تضيق على الصحفيين وحرياتهم ويأمل المؤتمر أن يكون مستقبل الصحافة والإعلام في البلاد العربية مخالفاً لما كان سائدا ولا زال فى كثير من البلدان العربية ، خصوصا ما يتعلق بتشريع قوانين متطورة تضمن الحريات وتصون حقوق الصحفيين المادية والمعنوية وتعكس إرادة الشعب العربي في سيادة الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية . الجانب المهني أولى المؤتمر خلال جلساته ومناقشاته أهمية بالغة جدا للأوضاع المهنية الصحفية التي تشكل الأدوات الرئيسية والفعلية لتجسيد ممارسة صحفية سليمة وفعالة ، ويعتبر ان الانفتاح على التكنولوجيا الحديثة واكتساب المعارف المهنية الجديدة والتمكن من التطورات السريعة الحاصلة فى المهنة ضرورة ملحة لضمان تحقيق تطور ملموس ويدعو في هذا الصدد إلى تكثيف الدورات التدريبية واللقاءات الدراسية وخاصة الصحفيين الشبان لتأهيلهم وانجاز دراسات وأبحاث لاستشراف أفاق هذا التطور لمواجهة التحديات التي تفرضها الثورة التكنولوجيا وتطرحها العولمة وسطوة الاحتكارات الكبرى والتدخلات المالية التي تهدد في العمق استقلالية وتعددية وموضوعية العمل الصحفي . ويعلن المؤتمر عن تبنيه لجميع الاقتراحات التي خلصت إليها اجتماعات اللجنة المهنية المنبثقة عن المؤتمر . ويعتبر المؤتمر مطالب الصحفيين المتعلقة بالارتقاء بمستوى المهنة للصحفيين واحترام أخلاقيات المهنة وضمان استقلالية المؤسسات الصحفية والإعلامية ومنحها حرية صياغة خطها المهني بعيدا عن التأثيرات والتدخلات وسن قوانين متطورة والرفع من المستوى المعيشي للصحفيين باعتباره ضرورة ملحة للرقى بالعمل الصحفي وبمستوى أداء الزملاء الصحفيين . في مجال الحريات : عرض الزميل عبد الوهاب الزغيلات رئيس لجنة الحريات تقريرا مفصلا عن أوضاع الحريات في البلاد العربية وناقشه باستفاضة كبيرة وفى ضوء ذلك عبر المؤتمرون عن قلقهم الشديد من تدهور أوضاع الصحفيين في أكثر من دولة عربية وهم إذا يشيدون بصمود ونضال الزملاء الصحفيين العرب الذين يواجهون كل يوم مخاطر خطيرة ومتعددة فأنهم يدينون كل أنواع الإجراءات التعسفية ضدهم خصوصا ما يتعلق بمحاكمتهم وسجنهم وتعنيفهم والتضييق عليهم. ويعلن المؤتمر في هذا الصدد عن تضامنه الكامل مع جميع الصحفيين العرب المعتقلين بسبب أرائهم ومواقفهم ويؤكد لهم انه سيظل يناضل ويدافع إلى أن يغادر أخر صحفي عربي السجن ، ويقف المؤتمر إجلالا وتقديرا وخشوعا لجميع الصحفيين الذين قدموا حياتهم فداء للحرية والديمقراطية وهم الشهداء الذين سيظلون رموزا خالدة لكل صحفي عربي حر . تعديل النظام الأساسي : قرر المؤتمر إدخال تعديلات جوهرية على النظام الأساسي للاتحاد بهدف تحديثه وتطويره ليتلاءم مع المستجدات وشكل في هذا الصدد لجنة قانونية كلفها بان تعرض الصيغة النهائية لهذه التعديلات فى ضوء النقاشات التي جرت خلال المؤتمر أثناء اجتماع المكتب الدائم . والمؤتمر اذ يختتم أشغاله التى تميزت بالمسئولية والالتزام بثوابت الاتحاد التى كرسها السالفون من قادة وأعضاء الاتحاد ، فانه ينشد ان تحقق أوضاع الصحافة والصحفيين تطورات جذرية وعميقة تضمن سيادة الحرية والحقوق وسيادة القانون والارتقاء بالمستوى المهني للصحفيين بما يستجيب لانتظارات وتطلعات الجماهير العربية التي خرجت إلى الشوارع مواجهة مخاطر القتل والعنف للتعبير عن أملها في أن تتمكن البلاد العربية من تحقيق التقدم والازدهار وتكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان . وبعد إجراء انتخابات حرة ونزيهة بواسطة الاقتراع العام المباشر انتخب المؤتمر امانة عامة للاتحاد تتكون من الزملاء : ●الأستاذ / أحمد يوسف بهبهانى رئيسا ً نواب الرئيس 1-الأستاذ / مؤيد اللامى النائب الاول 2-الأستاذ / عبد الله البقالى النائب الثاني 3-الأستاذ / طارق المومنى النائب الثالث 4-الأستاذ / محمد يوسف النائب الرابع 5-الأستاذ / د. عبد الله الجحلان النائب الخامس ●الأستاذ / حاتم زكريا أمينا عاماً ●الأستاذ / كارم محمود أمين مساعد للشئون المالية ●الأمناء المساعدون : 1-الأستاذ / د. عبد الناصر النجار 2-الأستاذ / ياسين المسعودى 3-الأستاذة / أم كلثوم محمد مصطفى . 4-الأستاذ / د. محيى الدين تيتاوى 5-الأستاذة / سلمى الجلاصى 6-الأستاذ / الياس عون 7الأستاذ / سالم الجهورى وقررت الأمانة العامة بناء على توصية المؤتمر العام ان يتولى الزميل الهاشمي نويره مهمة مستشار الاتحاد والزميل عبد الوهاب الزغيلات رئاسة لجنة الحريات والأستاذ عدنان الراشد رئاسة لجنة تنمية الموارد على ان تحسم الأمانة العامة الجديدة في تشكيلة باقي اللجان . ويعبر المؤتمر عن شكره وتقديره لجميع من ساهم في توفير عوامل نجاح المؤتمر من الطاقم الإدارى ويعبر للزملاء الصحفيين المصريين عن امتنانه الكبير لحسن الاستضافة ولباقة المعاملة .