أعلنت مجموعة رونو المغرب، الثلاثاء بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لافتتاح مصنع "رونو طنجة، عن تخصيص هذه المنصة الصناعية لتصنيع سيارة "موبلايز دويو"، التي تعتبر أول سيارة كهربائية للمجموعة سيتم إنتاجها بالمغرب. وتقدم سيارة « موبلايز ديو » حلا للتنقل المشترك، حيث يتم تصميمها لتلبية احتياجات المدن ومشغلي سيارات التنقل المشترك. وتهدف هذه السيارة، المصممة لشخصين والكهربائية بنسبة 100 في المائة، إلى دمج 50 في المائة من المواد معادة التدوير في تصنيعها، وأن تكون قابلة لإعادة التدوير بنسبة 95 في المائة في نهاية مدتها بفضل أحد مصانع المجموعة. وقد جرى هذا الحفل بحضور وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، والمدير العام لمجموعة رونو المغرب، محمد بشيري، ووالي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد مهيدية، ورئيس الجهة، عمر مورو، وسفيرة فرنسا بالرباط، هيلين لو غال، والخازن العام للمملكة، نورد الدين بنسودة، ورئيس مجلس رقابة الوكالة الخاصة طنجة-المتوسط، فؤاد البريني، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، منير البيوسفي. كما حضر الحفل رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، والأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، ميلودي مخارق، والمديرة العامة لعلامة « موبلايز »، كلوتيلد ديلبوس، والمدير الصناعي لمجموعة رونو ومدير قطب رونو بشبه الجزيرة الإيبيرية، خوسي فيسينتي دي لوس موزوس، والعديد من الشخصيات من القطاعين العام والخاص وشركاء المجموعة. وتحتفي هذه الذكرى، التي ترمز إلى الشراكة بين المملكة المغربية ومجموعة رونو بجميع الفاعلين من القطاعين العام والخاص ، الذين يعملون يدا في يد لتطوير قطاع صناعة السيارات، الذي يمثل القطاع التصديري الأول في المغرب منذ عام 2014. وبلغ مجموع ما أنتجه المصنع خلال عشر سنوات أكثر من 2,36 مليون سيارة، يتم تصديرها إلى أكثر من 70 وجهة حول العالم. وقال السيد مزور في كلمة بالمناسبة إننا « نحتفل اليوم بشراكة ناجحة تنفتح على آفاق استراتيجية وواعدة »، مشيرا إلى أن « مجموعة رونو عززت مرة أخرى دورها كفاعل يلعب دور القاطرة لتطوير قطاع السيارات في المغرب، قطاع ينتقل نحو الكهربة والنقل المستدام بخطوات ثابتة ». وأكد على أنه « لدينا طموحات خاصة للغاية لمواكبة كهربة التنقل. هي مرحلة جديدة خلال العشر سنوات المقبلة، حيث ستكون المنجزات مهمة جدا وأكثر طموحا، وحيث ستصبح حصة المغرب في السوق أكثر ترجيحا في صناعة السيارات ». وشدد السيد مزور على أن « انطلاق إنتاج أول سيارة كهربائية في معمل طنجة يبرز الجاذبية القوية للمنصة المغربية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس »، مشيرا إلى « أننا نتوفر على الوسائل والمهارات لتحقيق هدفنا ورفع التحدي ». من جهته، اعتبر السيد بشيري أن الاحتفال بالذكرى العاشرة لمصنع طنجة فرصة للوقوف على إنجازات هذا الموقع الاستثنائي، ومن خلاله على صناعة السيارات بالمملكة، مذكرا بالرهان الكبير الذي واكب انطلاق هذا المصنع الصديق للبيئة، لاسيما ما يتعلق بالجوانب الإنسانية والصناعية، حتى صار مصنعا مرجعيا بالمغرب وركيزة أساسية للمنظومة الصناعية لمجموعة رونو. وسجل المسؤول بأن المصنع، منذ افتتاحه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 9 فبراير 2012، فرض نفسه كمحفز لتحقيق تحول في قطاع السيارات المغربي بأكمله، لافتا إلى أن المصنع أنتج أكثر من 2,3 مليون سيارة، كما أوصل علامة « صنع في المغرب » إلى أكثر من 70 وجهة عبر العالم. في هذا الصدد، توقف عند مساهمة مصنع طنجة في تقوية منظومة رونو وتطوير صادرات قطاع السيارات على الصعيد الدولي، مذكرا بأن صناعة السيارات تشكل القطاع التصديري الأول بالمغرب منذ سنة 2014، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقال إنها « أيضا مغامرة إنسانية يقودها بشغف كل العاملين بمجموعة رونو المغرب ومثال للشراكة بين القطاعين الخاص والعام »، منوها بأن مجموعة رونو تجدد ثقتها في منظومتها الصناعية من خلال الإعلان عن خط إنتاج سيارة جديدة بخطوط الإنتاج بمصنع طنجة. بدوره، أشار فيسينتي دي لوس موزوس إلى أن مصنع طنجة يعتبر رائدا لصناعة السيارات بالمغرب، مشيرا إلى أن تطور المصنع مرتبط بشكل وثيق بقصة نجاح علامة « داسيا » بالمغرب وفي العالم، إلى جانب أنه كان في صميم تصنيع كافة أجيال طراز « داسيا سانديرو »، السيارة الأكثر مبيعا للأفراد في أوروبا منذ عام 2017 والأكثر مبيعا في المغرب، وهو ما يؤكد نجاح علامة « 'صنع في المغرب ». كما أشار إلى أن المصنع « ثوري ورمز للتصنيع محايد الكربون دون إنتاج أية نفايات صناعية سائلة، وهو ما يؤكد موقعه ضمن النظام الصناعي للمجموعة »، مضيفا أن المغرب يشكل بالنسبة لمجموعة رونو أحد أعمدة التنافسية الصناعية وفاعلا محوريا في خطتها الاستراتيجية « ثورة رونو » (Renaulution). أما بالنسبة للسيدة ديلبوس، فقد أعلنت أن مصنع طنجة، الذي يعتبر أحد أعمدة النظام الصناعي للمجموعة، سيقوم بتصنيع السيارة الكهربائية « موبلايز ديو »، حيث سيتم إنتاج العربة بفضل الاستثمار في خط تجميع جديد يتوفر على قدرة إنتاجية قابلة للزيادة لتصل إلى 17 ألف سيارة سنويا، وهو ما سيمكن من إدماج المسلسل الخاص بإنتاج السيارة الكهربائية. وأضافت أن هذا المشروع الجديد يعزز ثقة المجموعة في المنصة الصناعية المغربية ويمثل نقطة الانطلاقة للبدء في استخدام التكنولوجيا الكهربائية في الصناعة المغربية، والتي تم الإعلان عنها في يونيو 2021 بمناسبة تجديد اتفاقيات تعزيز منظومة رونو الصناعية. من جهته، اعتبر السيد مخارق أن هذا الاحتفال مناسبة للاحتفاء بالمنجزات التي حققها مصنع طنجة ونجاح الشراكة الاجتماعية بين مجموعة رونو و الاتحاد المغربي للشغل، والقائمة على الحوار والتفاوض وفق مقاربة رابح – رابح. وقد مكن تعزيز المنصة الصناعية لمجموعة رونو في المغرب من إطلاق مشروع كبير داخل منظومة صناعة السيارات، حيث تم منذ عام 2016 اعتماد اتفاقيات لتطوير منظومة رونو الصناعية تهدف إلى زيادة معدل الإدماج المحلي للمجموعة إلى 65 في المائة، ورفع رقم مبيعات التعاقد من الباطن إلى 1,5 مليار أورو اعتبارا من عام 2023. كما أعلنت المجموعة في عام 2021 عن دخولها مرحلة جديدة من منظومة رونو الصناعية تسعى خلالها إلى رفع الإدماج المحلي إلى 80 في المائة، وتحقيق هدف الوصول إلى حجم للمبيعات بقيمة 3 مليارات أورو على المدى الطويل. وتساهم هذه الدينامية الصناعية الجديدة في تقوية المنظومة الصناعية وتواجد موردين جدد واعتماد تقنيات جديدة، حيث تهدف المجموعة من خلال هذا الالتزام إلى تعزيز مكانة صناعة السيارات المغربية وعلامة صنع في المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي. وبفضل منظومتها الصناعية في المغرب التي تتعزز باستمرار، من خلال خلق القيمة وفرص العمل والمساهمة في تحقيق زيادة هائلة للصادرات من قطاع السيارات، تعزز المنصة الصناعية المغربية مكانتها بين الدول الصناعية الخمس الأولى التي تتواجد بها مجموعة رونو.