بوينس آيريس – علقت الصحافة الأمريكية الجنوبية، على نطاق واسع، على الموقف الجديد لمدريد فيما يتعلق بالنزاع حول الصحراء المغربية، معتبرة إياه نقطة تحول تنبع من الطابع الاستراتيجي للعلاقات مع المغرب، وتفتح الطريق أمام عهد جديد من التعاون. ففي الأرجنتين، أورد موقع (إل ديسافييو) الإخباري مقالا تحت عنوان "إسبانيا تدعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية"، مشيرا إلى أن مدريد غيرت موقفها تجاه هذا النزاع الإقليمي، كما أكدت ذلك في رسالة وجهها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وحسب المصدر ذاته، فإن هذه الرسالة "تمثل تحولا حقيقيا على صعيد علاقات المغرب مع إسبانيا"، التي أضحت تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" حول الصحراء. وأبرز الموقع الإخباري الأرجنتيني أن هذا التحول في موقف الحكومة الإسبانية "لقي استحسانا كبيرا" في المغرب. وفي السياق نفسه، أشارت (Agencia Legislativa)، وهي شبكة إخبارية برلمانية أرجنتينية، إلى أن الأمر يتعلق، بحسب محللين دوليين، بنقطة تحول في علاقات المغرب مع إسبانيا. ومن جهته، سلط موقع (Las24horas) الضوء على وحدة تحديات التنمية والآفاق المستقبلية للبلدين، كما أكد على ذلك بيدرو سانشيز في رسالته، حيث أشار إلى أن "ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح"، وأن البلدين "تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة". وبنفس الاهتمام، خصص الموقع الإخباري البرازيلي (Istoe Dinheiro) مقالا لهذا الموضوع، تحت عنوان يبرز النتائج المُرضية للأزمة: "إسبانيا والمغرب يضعان حدا للخلاف الدبلوماسي حول الصحراء". واعتبر هذا الموقع البرازيلي أن الحكومة الإسبانية تدشن "مرحلة جديدة" في علاقتها مع المغرب، بعد عام من "الأزمة الدبلوماسية" حول قضية الصحراء. أما الموقع البرازيلي (إستادو دي ميناس)، فأبرز أن "الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية يجب أن تفتح الطريق أمام المصالحة بين البلدين، اللذين تعطلت علاقاتهما الدبلوماسية منذ ما يقرب من عام". وفي الشيلي، تحدثت صحيفة (ال بيريوديستا) اليومية عن "منعطف تاريخي" جديد في موقف إسبانيا فيما يتعلق بالصحراء المغربية. واعتبر خوفينال أوريزار ألفارو، المحامي ورئيس مؤسسة "أكشن جلوبال سود"، في تحليل أوردته هذه الصحيفة، أن الموقف الذي نقله بيدرو سانشيز إلى جلالة الملك يعتبر متقدما قياسا بباقي الدول الأوروبية فيما يتعلق بدعم الوحدة الترابية للمغرب. وفي الشيلي أيضا، كشف موقع (كامبيو 21) أن "المغرب يعتبر أن أزمته الدبلوماسية مع إسبانيا، التي استمرت لعشرة أشهر، قد انتهت بعد أن تخلت الحكومة الإسبانية عن موقفها في نزاع الصحراء وانحازت إلى جانب الرباط". وأضاف الموقع الشيلي أن تغير الموقف واضح، لأن إسبانيا كانت تؤيد حتى الآن "حلا سياسيا وعادلا ودائما ومقبولا من الأطراف، في إطار الأممالمتحدة"، دون أن تدعم بشكل صريح مبادرة الحكم الذاتي. وفي البيرو، أشارت صحيفة (بريناسا21) إلى رغبة إسبانيا "في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم والاحترام المتبادل والاتفاقات الموقعة من قبل الطرفين، مع الامتناع عن أي عمل أحادي الجانب". كما ركزت الصحيفة على العبارات التي وصف بها رئيس الحكومة الإسبانية المغرب الذي قال إنه "صديق كبير وحليف"، متعهدا باحترام التزاماته وكلمته على الدوام. وفي البيرو أيضا، توقفت صحيفة (لا رازون) عند هذا الوعي غير المسبوق في إسبانيا فيما يتعلق بالتحديات والرهانات الرئيسية للتعاون مع المغرب، مشيرة إلى أن سانشيز جدد التأكيد على "عزمه العمل جميعا من أجل التصدي معا للتحديات المشتركة، ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، في إطار روح من التعاون الكامل". كما شدد رئيس الحكومة الاسبانية على احترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية، حيث نقل المصدر ذاته عن بيدرو سانشيز قوله إنه "سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين". من جهته، توقف اتحاد صحفيي البيرو، في مقال نُشر على موقعه الإلكتروني، عند رد الفعل الإيجابي للمملكة تجاه الموقف الجديد لمدريد ، مشيرا إلى أن الرباط ثمنت عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية. كما اعتبر نفس المصدر أن عبارات هذه الرسالة تشير بوضوح إلى خارطة طريق واضحة وطموحة، من أجل إدراج التعاون الثنائي بشكل مستدام في إطار المعايير الجديدة التي أبرزها الخطاب الملكي ليوم 20 غشت المنصرم. وفي كولومبيا، أشارت صحيفة (بريميسيا دياريو) إلى أنه في هذا الخطاب (الخطاب الملكي في 20 غشت)، "دعا الملك محمد السادس إلى تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات"، وهي العبارات التي أبرزها سانشيز في رسالته الأخيرة إلى جلالة الملك. كما علقت الصحيفة على البلاغ الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية المغربية التي أكدت أن المملكة "تثمن عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية".