أثارت الفنانة المصرية إلهام شاهين الجدل مؤخرا بعد هجومها على الممثلة الشابة منة عرفة، بسبب تصريح الأخيرة أنها ترفض أن يتم تقبيلها في الأعمال الفنية، مشيرة إلى أنه ليس هناك ما يسمى ب "السينما النظيفة"، ومن ترفض القبلات فلتعتزل التمثيل. وليست منة عرفة الفنانة الوحيدة التي رفضت مثل هذه المشاهد، فقد سبقها العديد من الفنانين، منهم من أعلن رفضه علانية مثل الفنان يوسف الشريف، والفنانة الراحلة سهير البابلي، ومنهم من لم يبح بها لكنه تجنب وجود هذه المشاهد في أعماله، مثل الفنان الكوميدي محمد هنيدي. في هذا الصدد، اتفق الناقد الفني أحمد سعد الدين مع الفنانة إلهام شاهين على أنه ليس هناك ما يسمى بالسينما النظيفة، موضحا أنه إذا كان هناك سينما نظيفة، فمن الطبيعي أن تكون هناك سينما غير نظيفة، وهذا الحديث غير صحيح وغير مقبول. وقال سعد الدين إن الفن هو الفن، له محددات، ومن يرغب في العمل بالفن يجب أن يعلم محدداته ويرضى بها، وإلا فليترك الفن ويبحث له عن عمل آخر. وأضاف: العري والقبلات وغيرها مسموح بها ما دام يتم توظيفها دراميا، وإذا لم يوظف دراميا فنحن نرفضه، أما أن تأتي ممثلة شابة تقول مش عايزة حد يشوف رجلي أو حد يقبلني أو يمسك إيدي، فمفيش حاجة في الفن بتقول كده، وإذا وافق المخرج والمنتج على طلباتها هم أحرار، لكن مفيش فنان يفرض شروطه دي. وتابع: من يرفض القبلات والمشاهد الجريئة يترك الفن، ومن يرى أن الفن حرام يتركه، لكن ليس من حقه أن يخرج ويحرمه علينا، وإذا أراد أحد تفصيل سينما على مزاجه فلينتج لنفسه. وقال الناقد الفني: ولو سرنا بهذه العقلية، فهل يمكننا أن نقول إن فيلم حمام الملاطيلي الذي يعد من أهم الأعمال السينمائية في تاريخ مصر، غير جيد لأن به مشاهد جريئة، فالسياق الدرامي يحتم أحيانا أن يكون هناك مشاهد جريئة. وبسؤاله عن فنانين استطاعوا تحقيق نجاحات كبيرة دون أن تحتوي أعمالهم على مشاهد جريئة مثل محمد هنيدي ويوسف الشريف، رد الناقد المصري بالقول: هم أحرار، فالموضوع مش حكاية أن هناك فنانين نجحوا دون مشاهد جريئة أم لا، فنحن لم نقل إنه لا بد أن يكون هناك مشاهد جريئة، لكن إذا تحتم السيناريو وجود مثل هذه المشاهد فلا مانع. وأشار الناقد الفني أحمد سعد الدين إلى أن يوسف الشريف عندما تحدث عن عدم موافقته على المشاهد الجريئة عبر عن رأيه ووجهة نظره، لكنه غير وصي على الوسط الفني. لا توجد سينما نظيفة ولم يختلف رأي الناقد السينمائي طارق الشناوي كثيرا، إذ قال: ليس هناك ما يسمى بالسينما النظيفة وغير النظيفة، وليس لهذه المسميات تأثير على تقييم الأعمال. من ينجح بالعمل دون قبلات ومشاهد جريئة مفيش مانع، كذلك إذا فشل دون قبلات إيه المشكلة. وقال الشناوي إن الزج بموضوع القبلات غير مقبول، وليس من المعقول أن يضع الفنان شروطا صارمة أنه يبتعد عن أي مشاهد جريئة بحجة أنها تثير الغرائز، فهذا ليس فنا، فكل فنان حر في اختيار أعماله، وحر إذا فصّل سيناريو على مزاجه لا يحتوي على قبلات، لكن ليس من حقه وصف السينما بأنها نظيفة أو غير ذلك.