لم تخل السينما من المشاهد الساخنة والمثيرة ومع ذلك لم تشهد الصراع الحالي الذي تسبب فيه بعض نجوم السينما الشباب لرفضهم بعض المشاهد وعدم إقبالهم عليها لسنوات حفاظاً على أمور تحكمها اعتبارات كثيرة، وظهور بعض نجمات الجيل الحالي اللائي رفضن الإغراء والقبلات مثل ياسمين عبدالعزيز وغادة عادل ومي عزالدين. وقبل عام تقريباً كانت منى زكي وحنان ترك تتسببان في ظهور السينما النظيفة التي فتحت للصراع باباً، وفي المقابل لهن كان أحمد السقا الذي أثار ضجة لكثرة تصريحاته بأنه لايقبل الزواج من فنانة لأنها تجسد أدواراً لايقبلها على زوجته لذا كان يبتعد عن المشاهد الساخنة، إلا أن أعماله لم تخل من الرومانسية، ولم يكن السقا بمفرده وإنما وقف إلى جواره بالقائمة محمد هنيدي و محمد سعد وأحمد حلمي، وجاء بعدهم النجم الشاب الذي رفض هذه المشاهد حفاظاً على القاعدة العريضة من الجماهير التي ارتبطت به لخفة ظله وخلو أعماله من المشاهد المثيرة النجم كريم عبدالعزيز. وتزامن مع هؤلاء نجمات من نفس الجيل لديهن قوة في صدق التعامل مع الكاميرا وتقديم المشاهد الجريئة من بينهن سمية الخشاب التي تألقت مؤخراً في أعمال المخرج خالد يوسف وغادة عبدالرازق وعلا غانم وهند صبري ومنة شلبي اللائي أقنعن الجماهير بصدقهن، وقضين على الحيرة التي أشعلتها المشاهد لسنوات وأصبحت الجماهير على يقين بأن ما يحدث من مشاهد حقيقية وليست مفبركة كما كان يحدث قديماً حتى أربعينيات القرن الماضي حتى عرفت السينما المشاهد الجنسية الصارخة التي نجح في إخراجها عدد من المخرجين من بينهم صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وفطين عبدالوهاب وعزالدين ذو الفقار عقب تحرر المجتمع المصري الذي ساعد أفكارهم المتحررة على النجاح وتقبلها، وأصبح الجنس شيئا أساسيا بالسينما المصرية في الخمسينيات ومن أشهر الأدوار التي أخرجها عزالدين ذو الفقار والتي عبرت عن الجنس والعري كان فيلم "امرأة في الطريق" في عام 1958، وجسدت الإغراء الكامل تحية كاريوكا في فيلم للمخرج صلاح أبوسيف "شباب امرأة" وفي ظل قبول الفنانة شادية للمشاهد الساخنة هي ونجمة الإغراء في جيلها هند رستم كانت فاتن حمامة على الجانب المخالف ترفض المشاهد الساخنة رغم أنها تجسد شخصية مومس في فيلم طريق الأمل. ومن أشهر القبلات التي شهدتها السينما المصرية وكادت أن تقضي على حياة بطلتها في الواقع القبلة التي جمعت بين ماجدة وعمر الشريف في فيلم " شاطئ الأسرار" للمخرج عاطف سالم، وأظهرت السينما المصرية النكسة في أفلامها التي حوت المشاهد الجنسية مثل "ثرثرة فوق النيل" و"غروب الشمس"، وفي 1973 قدم المخرج صلاح أبوسيف فيلم "حمام الملاطيلى" الذي يتحدث عن الشذوذ الجنسي، وفي نفس العام أراد أن يخرج فيلما يتحدث عن الجنس فقط لتكن التجربة الأولى التي يكون فيها الجنس هو محور العمل السينمائي تحت عنوان "مدرسة الجنس" ورفضته الرقابة لمضمونه غير الهادف، وفي الوقت نفسه كانت هناك أعمال فنية تحوي مشاهد جنسية صارخة وقبلتها الرقابة من بينها "المذنبون" للمخرج سعيد مرزوق الذي قدم الفساد في صورة جنسية، وقدم نجل صلاح أبوسيف للرقابة فيلم "مدرسة الجنس" بعد رفضه ثلاث مرات في وجود عناصر مختلفة بالرقابة وظهر بعنوان " النعامة والطاووس" وقيل إنه عرض الفكرة بمشاهد أقل من التي أرادها صلاح أبوسيف. شهدت السينما ألواناً مختلفة من المشاهد الساخنة لبطلات قدمن الجنس في صور مختلفة ولم يضعن في اعتبارهن مقارنتهن بأحد، ولم يكن لمسمى السينما النظيفة وجود رغم وجود من يمثلونها بشكل فعلي، وانتقلت نجمات الفن للدول العربية وقدموا أعمالاً يراها البعض أكثر ابتذالاً مما يرفضه البعض الآن فما يقدمه خالد يوسف وغيره فاقته السينما من قبل في مجموعة أفلام منها "سيدة الأقمار السوداء" و "ذئاب لاتأكل اللحم" وبذلك تكون ناهد شريف وناهد يسري قد تفوقتا على نجمات الإغراء في ظل السينما الحالية، واعتبر البعض أن هذه الأعمال كانت مجرد سعي للمال فقط رغم ما أثارته من ضجة عندما عرضت داخل مصر، وشهدت الثمانينيات تحررا فكريا في السينما فكانت أعمال نادية الجندي "الإمبراطورة" و"وكالة البلح" و"ملف سامية شعراوي" وإلى جوارها كانت نبيلة عبيد في أعمالها "الراقصة والسياسي" و"حارة برجوان" و"الراقصة والطبال" و"قصاقيص العشاق"، وكل هذه الأعمال دفعت البعض للاقتناع بأن المشاهد الساخنة كانت أشد بأسا من الوقت الحالي وأن ما تشهده السينما المصرية على يد بعض المخرجين تطور يلحق بما بدأه السابقون وأن أعمال إيناس الدغيدي لم تأت من فراغ رغم أن مشاهدها هي الأخرى أثارت ضجة وصلت لمجلس الشعب الذي رفض مشاهد كثيرة من فيلم "مذكرات مراهقة"، وجرأتها كانت سبب اختلافها مع الفنانة جالا فهمي في فيلم "كلام الليل" وفتحت السينما ذراعيها للإثارة ورفض عدد من نجمات السينما الابتعاد مثل منى زكي التي قدمت "شهرزاد" لتغيير مسارها الذي اعتادت عليه، والبعض يرى أن الجنس بالسينما المصرية يقيس مدى التطرف الذي يطرأ على المجتمع ومدى تساهله، ويعتبر البعض أن ذلك الجنس الذي يقدم لأغراض ليس الجنس هو هدفها الرئيسي بل يكون أحد أهدافها يرفع القيود الرقابية عنه ويدعو للإبداع.