دفع انتشار فيروس كورونا، إدارة مهرجان أيام الشارقة المسرحية إلى إرجاء النسخة ال 31 التي تنظم سنويا بإمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعرف حضور ثلة من نجوم المسرح والفن من مختلف أنحاء الوطن العربي. وكان السيد أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بإمارة الشارقة، قد خصنا بحوار خاص، تحدث من خلاله عن فكرة تأسيس الأيام، إلى جانب الدور الذي يلعبه المسرح في حياة شباب الإمارات على مستوى الإبداع. فكرة تأسيس أيام الشارقة المسرحية قال السيد أحمد بورحيمة، إن فكرة "أيام الشارقة المسرحية" جاءت مع تكون اتحاد دولة الإمارات العربية ومع تكوين المؤسسات، حيث بدأ اهتمام الدولة بقطاع التعليم ومن تم انطلقت نحو تكوين المؤسسات الثقافية فبدأت بالمشاركات مع وزارة الثقافة والإعلام، وتكوين الفرق المسرحية في الامارات. وفي سنة 1982 بدأ العمل على التأهيل الأكاديمي للمسرحيين في الدولة وكان يشرف على ذلك العديد من الأسماء العربية أبرزها المرحوم المنصف السويسي، فاروق ووهان، وفتحي دياب… حيث تم تقسيم المسرحيين الإماراتيين حينها إلى فرقتين فرقة للرواد وأخرى للشباب، ومن تلك الدورة بدأ الشباب يتعرفون على الجانب الأكاديمي للمسرح، ويشاركون في مناسبات وتظاهرات خارجية. وأشار بورحيمة إلى أن هذا التكوين والاحتكاك إلى جانب تكوين دائرة الثقافة والإرشاد في الشارقة، دفع إلى التفكير في أن يكون هناك مهرجانا وطنيا، حيث انطلق أول مهرجان في الشارقة سنة 1984، وكانت معه أيام الشارقة المسرحية، الأيام بدأت بجلب الشباب إلى فن المسرح حيث يجتمع شباب الإمارات في الشارقة للمنافسة بينهم واستمرت إلى حدود الدورة الثالثة قبل أن تتوقف لمدة 6 سنوات وذلك بسبب عدم اقترابها من الجمهور، ولم يحصل بعض التفاعل مع تلك الأعمال، لتعود من جديد أيام الشارقة بدعم كبير من حاكم الشارقة ومنذ انطلاقة الأيام في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، توالت الدورات وكان الهدف من تنظيم هذه التظاهرة هو الاهتمام بالمسرحي الاماراتي حيث خصصت الأعمال المحلية. حاكم الشارقة.. الدعم والرعاية اعتبر السيد أحمد بورحيمة أن مسألة تطور أيام الشارقة مرتبطة بالرمز، وقال: "لدينا مشروع الشارقة الثقافي والذي اشتغل منذ 40 سنة في الإمارات ويشرف عليه صاحب السمو شخصيا، ليس فقط في مجال المسرح بل على مستوى كل مناحي الثقافة والفنون، اليوم في المسرح لدينا في الشارقة 8 مهرجانات مسرحية وهي مبرمجة ضمن المشروع الثقافي الشامل يبدأ من المدرسة بخورفكان إضافة إلى المهرجان الصحراوي، أي بمعدل مهرجان كل شهر ونصف، وأعتقد تراكم الخبرات بين الفنانين والاحتكاك مع تجارب عربية وعالمية مختلفة على مستوى عدة سنوات، أفرزت هذه التجارب الكثيرة من الكتاب والمخرجين والممثلين وبالتالي فهذه التجربة التراكمية أنتجت أعمالا نوعية، وهذا لا يعود إلى الدعم المادي فقط بل الدعم المعنوي الذي يقدمه صاحب السمو على اعتبار أنه نسيج من هذا المجتمع الفني في الإمارات والشارقة على وجه الخصوص، وبالتالي فهو صديق لكل الفنانين والشعراء والمثقفين وهذه الحالة لم تتأتى إلا بوجود الرمز المتمثل في حاكم الشارقة." المسرح الإماراتي والمنافسة العربية اعتبر أحمد بورحيمة أن المسرح الاماراتي لا يبحث عن المنافسة أو التصنيف، بل عن المواطنة الصالحة، وأردف: "المسألة غير مرتبطة بأين سأكون بل كيف أتذوق وكيف أسمو بهذه الفنون وكيف تؤثر على تفكيري ومزاجي، وبناء شخصيتي، الهدف اليوم في دولة الإمارات ليس الشهرة أو التميز نحن نبحث عن مواطن صالح، وبالتالي فوجود صاحب السمو حاكم الشارقة الذي يعي معنى أن يتذوق الإنسان العادي هذه الفنون، وهي تجربة ومشروع وطني لا علاقة له بالتنافس، بل بتكوين المواطن وأعتقد أن من أهم الحصون التي يتحصن بها مجتمع الإمارات هو اهتمامه بالفنون، ونحن نفخر أن لدينا مادة المسرح في دولة الإمارات تدرس في مختلف مراحل الدراسة، لذلك نحن كفنانين ومهتمين بالمسرح في قمة السعادة." المسرح ودوره في محاربة التطرف والجماعات الظلامية رأى أحمد بورحيمة أن الشباب يصنع تاريخه، وأن كل مشاكل الوطن العربي مرتبطة بإغفال جانب الإبداع والفن، حيث قال: "الفنون تهذب النفس وتسمو بالعقلية وبالشخصية وبتفكيرها ولا تفتح لها المجال للعبث في عقليتها، سموه له مقولة رائعة في هذا الباب البطون إذا جاعت أكلت الجيف والعقول إذا جاعت أكلت العفن، وبالتالي فغياب الفن والإبداع يدفع الجماعات الظلامية إلى التقاط الشباب والعبث بعقولهم، لا شك أننا اليوم بحاجة إلى العودة إلى تاريخنا العربي عندما كانت المنافسة حول ما هو ثقافي و فني وإبداعي. المغرب والإمارات قال السيد أحمد بورحيمة إن جسور التواصل بين الإمارات والمغرب مدودة من زمان، وهناك تعاون كبير بين البلدين، مشيرا إلى أن كل الفرق المسرحية الإماراتية تشارك بشكل دائم في المهرجانات المغربية، كما أن هناك الكثير من الفنانين المغاربة يشاركون سنويا في مختلف المهرجانات التي تنظم في الإمارات، كما تستفيد دولة الإمارات العربية من التجارب المغربية في مجال التأطير والتدريب.