كانت الوزيرة السابقة والبرلمانية الحالية عن حزب التقدم والاشتراكية “نزهة الصقلي” تبلغ من العمر 24 سنة حين شاركت في المسيرة الخضراء سنة 1975، الشيء الذي جعلها تذكر القائمين على الأمور في بلادنا منذ سنوات بضرورة استخلاص درس المسيرة الخضراء من أجل منح نساء المغرب حق المشاركة في تدبير الشأن العام الوطني والمحلي. الصقلي والمشاركة في المسيرة الخضراء السلمية تروي “نزهة الصقلي” ذكرياتها مع المسيرة الخضراء في حديثها ل “أكورا بريس”، وتقول:”كنت حينها قد عدت لتوّي من فرنسا، كانت المسيرة الخضراء معركة كبرى جعلتني أتعرف على مستويات الانخراط الشعبي في قضايا الوطن، وذلك فيما يشبه المعجزة، كان إقبال المتطوعين على مكاتب التسجيل منقطع النظير، وقد اعتبر المسجلون منهم أنفسهم محظوظين للمشاركة في هذا الحدث العظيم، ما دام أن العدد كان محددا فقط في 350 ألف مشارك.” المسيرة الخضراء والمرأة المغربية استفادت النساء من الكوطا التي منحت للمرأة والمحددة في 10 في المائة، تقول “الصقلي”:”كانت مكانة المرأة السياسية يومها منعدمة، فكانت تمثل الرقم “0″ على مستوى المراكز السياسية سواء داخل الأحزاب أو غيرها، أحتفظ بالكثير من الذكريات حيث كنت أتواصل مع النساء المشاركات في المسيرة الخضراء، مثلا إحداهن قالت لي: أنا شاركت باشْ ما يبقاوش يقولو العيالات 5 بريال، وهذه المقولة تعكس قوة إرادة الانعتاق التي ميّزت مشاركة النساء في المسيرة الخضراء.” منجزات عظيمة تحققت منذ المسيرة الخضراء هي بمثابة الحلم خلال تلك السنة كنا قد خرجنا من سنوات الرصاص وأقسى سنوات ما يسمى انعدام الديمقراطية، ومنذ ذلك التاريخ بدأ المغرب في تحقيق الكثير، كنا نحلم ولم نكن نعتقد أننا سنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، على مستوى الصحافة مثلا، كان زوجي صحفيا بجريدة البيان، ولم يكن يستطع هو وزملاءه نشر أي مادة إلا بعد أن يطّلع على المواد الشخص المكلف بالرقابة، وإن لم يمنحهم الموافقة كان لديهم الاختيار بين عدم طبع العدد أو أن يظل مكان المقال “أبيضا”، المسيرة الخضراء لم تكن فقط مسيرة لاسترجاع أراضينا، ولكنها كانت أيضا بداية لتطور مكانة المرأة داخل المجتمع وكانت كذلك مسيرة للتنمية والتطور الذي شهده المغرب منذ 37 سنة وهذا يجب أن تستفيد منه باقي الأجيال.”