غداة تولي الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون مهامه رسميا، شهدت العاصمة مجددا الجمعة مظاهرة ترفض "النظام" السياسي وعرضه الحوار للخروج من الأزمة. ورغم صعوبة تحديد عدد المتظاهرين للأسبوع ال44 على التوالي في ظل غياب أرقام رسمية، فإن التعبئة بدت أقل زخما من الجمعتين الأخيرتين. وهتف محتجون "لن نتوقف، إما أنتم وإما نحن" وكتبوا على لافتة "لن نستسلم". وخلف الرئيس تبون الذي تولى مهامه رسميا الخميس، الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي كان أجبر على الاستقالة مطلع أبريل/نيسان 2019 تحت ضغط حركة احتجاج غير مسبوقة تدخل الأحد شهرها الحادي عشر. ويريد محتجون القطع مع النظام الذي يحكم الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا في 1962 ورحيل كل رموزه. "تغيير جذري" وكان تبون قد اعتبر الخميس أن "مطالب الحراك المشروعة تحققت، وما بقي منه فأنا أجدد التزامي بمد اليد للجميع من أجل إكمال تحقيقها في إطار التوافق الوطني وقوانين الجمهورية". وأكد أن "تعديل الدستور الذي يعد حجر الأساس لبناء الجمهورية الجديدة والذي سيكون خلال الاشهر المقبلة إن لم أقل الأسابيع المقبلة الأولى، بما يحقق مطالب الشعب المعبر عنها في الحراك". وتابع "دستور يجدّد العهدة (الولاية) الرئاسية مرة واحدة فقط ويقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية ويحصن الجزائر من السقوط في الحكم الفردي ويحق الفصل الحقيقي بين السلطات ويخلق التوازن بينها، ويحدد حصانة الأشخاص ولا يمنح للفاسد أي حصانة في الملاحقة القضائية، ويحمي الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام وحق التظاهر". ويرى محتجون ان تعهدات الرئيس الجديد هي دون مطالب حركة الاحتجاج. ويطالبون بدستور جديد يتم اعداده من "مؤسسات انتقالية" وليس من النظام الحالي. وقال علي صالحي (53 عاما-موظف في سوناطراك عملاق المحروقات) ان الاحتجاج "سيتواصل حتى تلبية كل هذه المطالب" مضيفا "يجب ان يحدث تغيير جذري في النظام من خلال مرحلة انتقالية ودستور جديد. نريد اجراءات ملموسة". وتابع صالحي "كيف نثق بالرئيس الجديد في حين تم في يوم تنصيبه الحكم بالسجن لعام ونصف على شاب من المحتجين؟" في اشارة إلى محمد تادجديت الذي أدين الخميس بتهمة "الاساءة إلى المصلحة الوطنية" بسبب تدوينات على شبكات التواصل الاجتماعي. وتفرق المحتجون في العاصمة بهدوء نحو الساعة 16:30 ت غ، وسط انتشار أمني كثيف. "دعوات مواطنية" وفي وهران قال سعيد صالحي نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان نقلا عن ناشطين ان التظاهرة الاسبوعية انتهت بلا حوادث. وكانت قوات الأمن قد منعت المظاهرة الأسبوع الماضي. وتم توجيه "دعوات مواطنية" للتظاهر اليوم في وهران تضامنا مع محتجين قمعوا الأسبوع الماضي، بحسب صالحي مشيرا إلى كثرة حواجز الأمن التي أقيمت منذ الخميس ومنعت دخول سيارات تحمل لوحات تسجيل من خارج المنطقة. وبحسب صالحي فإن التعبئة في الجزائر "متواصلة كما هي، والتحدي أمامها حاليا يتمثل في الاستمرار من أجل التغيير الضروري وللاحتجاج" على انتخاب الرئيس تبون.