أكدت رئيسة الجمعية الوطنية للفيتنام السيدة نغوين ثي كيم نغان، اليوم الخميس بالرباط، على الرغبة الأكيدة لبلادها في توطيد التعاون مع المغرب. كما أعربت رئيسة الجمعية الوطنية للفيتنام، خلال مباحثات أجرتها مع السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، عن الإعجاب بالتنوع الثقافي والحضاري الذي يميز المملكة، موضحة أن زيارتها الحالية للمغرب على رأس وفد هام تعبر عن إرادة بلادها في ترقية علاقات الصداقة والتعاون المتعدد المجالات مع المملكة. وحسب بلاغ لمجلس النواب فقد أبرزت السيدة نغوين ثي كيم نغان أن “العلاقات بين البلدين علاقات جيدة على جميع المستويات السياسية والديبلوماسية وغيرها”، مضيفة .. “نحن نتابع التقدم الكبير الذي يعرفه المغرب ونقدر مكانته المتميزة وريادته في القضايا الدولية، ومنها على الخصوص مساهمته الفعالة في مجال الهجرة وفي المصادقة على الميثاق العالمي من أجل هجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة “. وأوضحت أن زيارتها الحالية للمغرب ستعرف التوقيع على اتفاقيات للتعاون الثنائي بين البلدين واتفاقيات للتوأمة بين عدد من المدن، مقترحة في ذات الصدد إحداث منتدى مشترك لنساء ورجال الأعمال، وإحداث لجان خاصة بالتعاون التجاري والصناعي، وتعزيز الشراكة في المجال البنكي، واستغلال الإمكانات الكبيرة بالبلدين في المجال الفلاحي ومجال صناعة النسيج على الخصوص. كما أعربت رئيسة الجمعية الوطنية للفيتنام عن عزمها الدفع بالعلاقات بين المؤسستين التشريعيتين إلى فضاء أرحب من التعاون والتشاور، وكذا تفعيل عمل مجموعة الصداقة البرلمانية الفيتنامية-المغربية بالجمعية الوطنية للفيتنام. وأكدت دعمها لطلب المغرب الانضمام للجمعية البرلمانية لدول جنوب شرق آسيا كعضو ملاحظ، مشيرة إلى أن “المغرب صديق كبير، والمغاربة ساهموا في تحرير الفيتنام خلال المرحلة الاستعمارية، ويوجد بهانوي باب بناه المغاربة يشهد على الإرث التاريخي المشترك بين الشعبين”. من جهته، ثمن السيد المالكي الروابط التاريخية المتينة التي تجمع البلدين والشعبين، اللذين يخلدان هذه السنة الذكرى 58 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بينهما، مبرزا أن “البلدين لديهما تاريخ حافل في الكفاح من أجل الاستقلال والحفاظ على الوحدة الترابية، والفيتنام شريك جدير بالثقة، وبلدانا يتقاسمان نفس المبادئ والقيم”. وأوضح أن العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد حيوية متميزة في السنوات الأخيرة، وأن زيارة رئيسة الجمعية الوطنية للفيتنام للمغرب، والتي تعتبر الأولى من نوعها لبلد إفريقي، تعد ك”تأكيد على قوة هذه العلاقات، وعلى أن المغرب بمثابة بوابة للقارة الإفريقية، كما تعتبر الفيتنام بوابة لمنطقة جنوب-شرق آسيا”. وسجل رئيس مجلس النواب التطور الملحوظ الذي تعرفه الفيتنام على كافة المستويات، وفي المجال الاقتصادي والسياحي والمؤسساتي على الخصوص، مبرزا الإمكانات الكبيرة للاستفادة المتبادلة من التجارب الناجحة بالبلدين والفرص المتعددة لتوطيد التعاون بينهما في كافة المجالات. ونوه، في ذات السياق، بالتنسيق المستمر والعمل المشترك للبلدين في المحافل الدولية، مشيدا بالموقف الإيجابي للفيتنام من قضية الوحدة الترابية للمملكة، ولافتا إلى أن مجلس النواب تقدم بطلب الانضمام للجمعية البرلمانية لدول جنوب شرق آسيا كعضو ملاحظ بهدف تعزيز علاقات التعاون والتضامن مع بلدان المنطقة. و على الصعيد البرلماني، أكد رئيس مجلس النواب أن العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين تتعزز بشكل مطرد منذ التوقيع على اتفاقية للتعاون البرلماني بينهما نهاية سنة 2017، مشيرا إلى أن الفيتنام هي أول بلد من آسيا يبرم معه مجلس النواب اتفاقية مماثلة. كما أبرز أهمية إعطاء مزيد من الدينامية لعمل مجموعة الصداقة البرلمانية بين البلدين، عبر الحرص على انتظام اللقاءات بين أعضائها حول مواضيع محددة، وعلى تبادل المعلومات حول المستجدات بالمؤسستين التشريعيتين، وكذا تقوية القدرات المؤسساتية للمجلسين عبر تكثيف تبادل الزيارات والخبرات والتجارب. وقد حضر هذا اللقاء، على الخصوص، سفير المغرب بهانوي السيد عزالدين فرحان، وسفير الفيتنام بالرباط السيد تران كووك ثوي، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-الفيتنامية بمجلس النواب السيد سعيد ضور.