قام وفد من رجال الأعمال المغاربة، أمس الثلاثاء، بزيارة إلى منطقة نواذيبو الحرة الموريتانية (470 كلم شمال نواكشوط)، لاستكشاف فرص الاستثمار، وإقامة مشاريع بها. وضم وفد رجال الأعمال، خلال هذه الزيارة، التي نظمت بمناسبة انعقاد المنتدى الاقتصادي الموريتاني المغربي (نواكشوط 16 -18 دجنبر)، وقاده رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، السيد صلاح الدين مزوار، حوالي 100 فاعل يمثلون العديد من القطاعات الاقتصادية. وتتبع الوفد المغربي، بمناسبة الزيارة، التي رافقه خلالها، على الخصوص، سفير المغرب بنواكشوط، السيد حميد شبار، وشملت عددا من مرافق منطقة نواذيبو الحرة، عرضا حول مكوناتها وفرص الاستثمار التي تتيحها، وما تزخر به من مؤهلات وما توفره من تسهيلات وامتيازات لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، حيث تم التركيز على قطاعات الصيد البحري والصناعات التحويلية والسياحة. وقال السيد مزوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الزيارة، تندرج في إطار التعاون بين موريتانيا والمغرب والتقارب بينهما على مستوى الدينامية الاقتصادية، وكذلك ضمن رؤية مشتركة، سيتم العمل على تحقيقها "لكي نسير في الاتجاه الذي نطمح له جميعا". وأضاف أن "زيارة منطقة نواذيبو الحرة أكدت أن هناك فرصا كبيرة للاستثمار بها"، موضحا أن الإطار الذي وضع لها والمرتبط بالنظام الضريبي والتسهيلات المخصصة للاستثمار والامكانيات التي توفرت لها، بالإضافة إلى بنيتها التحتية تؤكد أن "المنهجية والاستراتيجية المتبعة بها تجعل منها ذات جاذبية". وأشار إلى أن الأسئلة التي طرحت عقب العرض الخاص بالتعريف بالمنطقة وتبادل وجهات النظر، أكدت مدى اهتمام المستثمرين ورجال الأعمال المغاربة بالمنطقة، و "هو الاهتمام الذي سيزداد أكثر، حيث ستكون هناك زيارات أخرى لتعريف هؤلاء المستثمرين أكثر بمؤهلات المنطقة، وكذا بالاستثمارات الضخمة التي خصصت لها لتوفير البنيات تحتية وجعلها ذات تنافسية، وهو ما من شأنه أن يساهم في جلب المزيد من الاستثمارات والاهتمام بها". من جهته، قال رئيس سلطة منطقة نواذيبو الحرة، محمد ولد الداف، إن هذه الزيارة تمثل فرصة كبيرة لعرض أهم فرص الاستثمار بالمنطقة أمام الفاعلين الاقتصاديين المغاربة، والتعريف بما تقدمه من حوافز ومنظومة قانونية مشجعة على الاستثمار، وأيضا للتعريف بقطاعات اقتصادية توفر هوامش نمو كبيرة جدا. وأضاف ولد الداف، في تصريح مماثل، أن اللقاء سيسمح بإبرام شراكة مهمة بين الفاعلين الاقتصاديين الموريتانيين والمغاربة لكي يستفيدوا مما توفره المنطقة الحرة من إعفاءات جمركية وضريبية، وأيضا استغلالا لما توفره من فرص واعدة. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة نواذيبو الحرة، التي تم إطلاقها، يوم 24 يناير 2013، وتوجد بها العديد من الشركات المغربية، تسيرها سلطة اقتصادية خاصة، وتهدف إلى توفير مناخ ملائم لاستثمارات القطاعين الخاص الموريتاني والأجنبي، من خلال اعتماد سياسة ضريبية ملائمة وإعفاءات جمركية وتسهيلات إدارية. يذكر أن أشغال المنتدى الاقتصادي الموريتاني المغربي، وهو الأول من نوعه، والذي نظم بشراكة بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، شملت، بالإضافة إلى زيارة منطقة نواذيبو الحرة، عقد سلسلة من الاجتماعات بين رجال أعمال مغاربة وموريتانيين، لاستكشاف فرص الأعمال والاستثمار بالبلدين في العديد من القطاعات، من بينها، الصيد البحري، والتجارة والخدمات، والطاقة، والزراعة، والصناعات الغذائية، والبناء والأشغال العمومية والعقار، والبنواك، والتأمين، والنسيج، والسياحة وصناعة الأدوية.