ارتفع عدد المفقودين جراء الحريق المدمر الذي يجتاح شمال كاليفورنيا إلى أكثر من 1000 شخص الجمعة فيما عثرت فرق الإغاثة على المزيد من الجثث. وأوضح كوري هونيا مسؤول الشرطة في منطقة بيوت أن عدد المفقودين ارتفع من 631 شخصا الخميس إلى 1011 شخصا، مع تلقي السلطات المزيد من البلاغات بشأن مفقودين وبعد مراجعة اتصالات الطوارئ التي وردت عند اندلاع الحريق. وقال للصحافيين “أود أن تتفهموا أن القائمة تتغير بسرعة” مضيفا أنه في المقابل وفي تطور إيجابي فإن 329 شخصا كانوا في عداد المفقودين منذ اندلاع الحريق أبلغ عن وجودهم أحياء. وقال “إن المعلومات التي أقدمها لكم هي بيانات أولية، وهناك احتمال في أن تتضمن اللائحة أسماء مكررة” مضيفا أن بعض الأشخاص الذين اعتبروا مفقودين ربما يجهلون أنهم على هذه اللائحة. وبعد العثور على أشلاء ثمانية أشخاص يرتفع إلى 71 عدد القتلى من جراء الحريق الذي أطلق عليه “كامب فاير” هو الأكثر دموية ودمارا في تاريخ ولاية كاليفورنيا. اندلع الحريق في 8 نونبر ودمر بلدة باراديس الواقعة في السفح الشمالي لجبال سييرا نيفادا مجبرا الالاف على الفرار. ومن المتوقع أن يزور الرئيس دونالد ترامب المنطقة المنكوبة السبت لمعاينة الأضرار ولقاء المتضررين من جراء الحريق الذي أتى على منطقة توازي تقريبا مساحة شيكاغو. وفي مقابلة مع فوكس نيوز عشية الزيارة، كرر ترامب توجيه اللوم في اندلاع الحريق لسوء إدارة غابات كاليفورنيا، لكنه أقر بأن التغير المناخي ربما ساهم “قليلا جدا” في ذلك. وقال ترامب لشبكة فوكس “انتم بحاجة لإدارة غابات. لا بد من ذلك” مضيفا “لست أقول هذا بطريقة سلبية، بل بإيجابية، أقول الوقائع فحسب”. وقالت السلطات إن حريق “كامب فاير” أتى على 59 ألف هكتار من الاراضي وبحلول الجمعة كان قد تم احتواؤه بنسبة 50 بالمائة. وأضافت أن 47200 شخص تم إجلاؤهم في أعقاب الحريق فيما يقيم نحو 1200 في مراكز إيواء. أجبر الدخان الناجم عن الحرائق السلطات على إغلاق المدارس في سان فرانسيسكو الجمعة وإغلاق خدمة التلفريك الشهيرة في المدينة فيما ارتفع مؤشر نوعية الهواء إلى 271 وهو ما يمكن مقارنته بدكا عاصمة بنغلادش، وأسوأ من كلكوتا في الهند. وقالت سلطة النقل على موقعها الالكتروني إن “نوعية الهواء في سان فرانسيسكو ارتفعت من الأحمر أو +غير صحي+ إلى البنفسجي أو +غير صحي بدرجة كبيرة+ بسبب حرائق الغابات المحلية وأنماط الطقس”. وأضافت أن “دائرة الصحة العامة توصي بدرجة كبيرة أن يبقى الجميع داخل أمكانهم وتجنب التعرض للهواء الخارجي”. وقالت السلطات إنها تتوقع أن تبقى نوعية الهواء رديئة حتى يوم الأحد مع ترقب ارتفاع سرعة الرياح. ويتوقع خبراء الأرصاد أن تتساقط الأمطار اعتبارا من الأربعاء ما سيساعد آلاف من رجال الإطفاء في مكافحة الحرائق. ويصب التركيز الآن على بلدة باراديس التي يسكن فيها العديد من المتقاعدين الذين لم يتمكنوا من الخروج في الوقت المناسب. ويقوم مئات المسعفين ومعهم الكلاب المدربة، بعمليات بحث مضنية في كل منزل فيما قامت السلطات بجمع الحمض النووي من أقارب المفقودين للمساعدة في التعرف على هوية الضحايا. وقضى ثلاثة أشخاص في جنوب كاليفورنيا في حريق آخر أطلق عليه “وولسي فاير” والتهم أجزاء من ماليبو مدمرا منازل العديد من المشاهير. وحريق “وولسي فاير” البالغ حجمه حوالي ثلثي حجم حريق “كامب فاير” وتم احتواؤه بنسبة 70 بالمئة بحلول الجمعة، فيما تتوقع السلطات السيطرة عليه بحلول الإثنين. ونقل العديد من ضحايا “كامب فاير” إلى مراكز إيواء مؤقتة ويواجهون حاليا خطر البقاء مشردين مع سعيهم لإعادة بناء حياتهم. وتفاقمت محنتهم إثر تقارير أكدت انتشار فيروس معد في العديد من تلك المراكز. وقال مسؤولو إدارة الصحة إن 41 شخصا أصيبوا بعوارض تقيؤ وإسهال مساء الأربعاء، ما استلزم نقل 25 منهم إلى المستشفى. وفيما يستمر التحقيق لمعرفة أسباب “كامب فاير” رفع المتضررون دوى قضائية ضد شركة الكهرباء المحلية يتهمونها فيها بالإهمال.