زعم توفيق بوعشرين، مالك "أخبار اليوم" و"اليوم 24″، والمعتقل على خلفية تهم من بينها "الاتجار بالبشر والإغتصاب"، في تدوينة له اليوم السبت 20 اكتوبر الجاري، أن الصحافي جمال خاشقجي كان حذره تلقاه “من التصفية بسبب مقالات الرأي التي يكتبها عن العربية السعودية، وعن ولي عهدها محمد بن سلمان”. بوعشرين نسب زعمه هذا إلى صحافي قضى نحبه بقنصلية بلده في تركيا. فكيف يعقل الاستشهاد بشخص ميت؟ لكن يتضح أن ما يهم بوعشرين هو تأكيد ادعاءه القائل أنه اعتقل بسبب كتاباته عن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وأن السعودية كانت كلفت سفارتها بالرباط لتقديم شكاية ضد الصحافي توفيق بوعشرين، وأن سلطات الرباط اخبرتها أنه لا داعي لذلك، وأنها تتكلف به! . بوعشرين ادعى كل هذا وكأن المغرب ولاية من ولايات النظام السعودي. والمثير للسخرية وللاستغراب، أيضا، أن تدوينة بوعشرين تزامنت مع صدور مقال في الصفحة الأولى ليوميته “أخبار اليوم”، حاول تأكيد روايته هاته من خلال مصدر وصفه كاتب المقال ب”رفيع المستوى”، الذي ذكر أن شكاية الرياض ضد بوعشرين ما تزال موجودة بأدرج مكتب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني! وحاول نفس المقال أن يؤكد أن اعتقال بوعشرين كان بسبب محمد بن سلمان. وهذا منتهى التخبط الذي يعيشه بوعشرين، الذي يستشهد بميت وتستشهد جريدته بمصدر مجهول! علما أن المصدر “رفيع المستوى” الخاص بأخبار اليوم، لا يفهم شيئا في المساطر القضائية، إذ المفروض أن تكون شكاية سفارة السعودية المفترضة بأدرج إحدى مصالح وزارة العدل وليس لدى رئاسة الحكومة المغربية. ثم ماذا يعني ربط اعتقال بوعشرين بكتاباته عن محمد بن سلمان؟ فوقائع قضية بوعشرين، تقول أنه ارتكب افعالا يجرمها القانون، خلال ستة 2015. وهذا ما أكدته الفيديوهات وتصريحات المستكيات، ووقتها لم يكن ولي عهد السعودية ابن سلمان ظاهرا على الساحة السعودية وبالاحرى الساحة الإقليمية ثم الدولية. لتبقى الخلاصة المرة هو أن ابن سلمان الحقيقي بالنسبة للمتهم بوعشرين هو هوسه الجنسي، ولن تنمحي هذه الحقيقة مهما استغاث بوعشرين بالاموات أو الأحياء، وبالمصادر المجهولة أو المعلومة.