قدمت فتيات مراهقات ملمات بشؤون التكنولوجيا من سبع بلدان شرق أوسطية، ومن الأراضي الفلسطينية، إلى الولاياتالمتحدة لحضور أول اجتماع لبرنامج التبادل الجديد المعروف باسم “فتيات التكنولوجيا” الذي أطلقته وزارة الخارجية الأميركية خلال الفترة الممتدة من 25 حزيران/يونيو إلى 17 تموز/يوليو. وتضمنت البلدان الممثلة في هذه الدفعة البالغ عدد أعضاؤها 25 شابة الجزائر، ومصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، والأراضي الفلسطينية، وتونس، واليمن. وتنتمي المشاركات إلى أطياف ومشارب شتى من الثقافات، ولكنه يجمعهن عشقهن للتكنولوجيا ورغبتهن واستعدادهن للسعي في سبيل توسيع آفاقهن ومداركهن. تستقدم هذه المبادرة التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون وأطلقت عليها برنامج “فتيات التكنولوجيا” فتيات من الأحداث من الطاقات باللغة العربية من بلدان شرق أوسطية والجميع بينهن ضمن برنامج التبادل بين الشباب لحضور أنشطة في واشنطن تدوم ثلاثة أسابيع. وترمي المبادرة إلى تمكين الفتيات من متابعة ممارسة حياتهن المهنية في حقلي العلوم والتكنولوجيا. وتتراوح أعمار المشاركات بين 15 و17 سنة، وقد جرى توزيع وقتهن بين حضور مخيم التكنولوجيا، وإجراء مقابلات مع قادة من قطاع شركات الأعمال ومن بين المسؤولين الحكوميين، والقيام بزيارات لشركات التكنولوجيا المتطورة ومشاريع خدمة المجتمعات الأهلية. وتماشيًا مع رؤية الوزيرة كلينتون “للقوة الذكية”، التي تستفيد من نطاق كامل من الأدوات الدبلوماسية المُتاحة في وزارة الخارجية الأميركية، ومن بينها التكنولوجيا، يسعى برنامج “فتيات التكنولوجيا” إلى دفع مشاركة الفتيات في مجال التكنولوجيا قُدمًا من خلال تطوير مهارات تكنولوجية ذات شأن لديهن، وتمكينهن من اكتساب المعرفة من شركات ورواد الأعمال الأميركيين في حقل التكنولوجيا العالية. وقد تّم تصميم برنامج “فتيات التكنولوجيا” على غرار برنامج “نساء التكنولوجيا”، وهو عبارة عن مبادرة دولية مماثلة للنساء تشمل دورات إرشادية مع قيادات نسائية أميركية في قطاع صناعة التكنولوجيا في الولاياتالمتحدة. تلقت المشاركات في برنامج “فتيات التكنولوجيا” تدريبًا مكثفًا لمدة أسبوعين – أو حوالي 60 ساعة – على تطوير المواقع الإلكترونية، وتطبيقات نظام تشغيل أبل للأجهزة الصغيرة مثل الآي فون والآي باد، وأنظمة تشغيل أندرويد، وتصميم الألعاب بأبعاد ثلاثية، والرسوم المتحركة، والبرمجة بلغة C++ و/أو لغة جافا، وفي مخيم ووندور سبيس للكمبيوتر والتكنولوجيا في الجامعة الأميركية. وبالإضافة إلى اجتماعهن مع مسؤولين من مختلف الهيئات في الولايات وفي الحكومة الفدرالية، حضرت المشاركات فعالية أقامتها شركات التكنولوجيا ومنظمات غير حكومية مثل غوغل، وفيسبوك، وغيرها من الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا المتقدمة. وبالإضافة إلى تطوير المهارات وإنشاء الشبكات، فقد كانت استفادت الفتيات المشاركات في برنامج “فتيات التكنولوجيا” استفادة غير ملموسة . أما بالنسبة لنور عبد اللطيف، وهي في الخامسة عشر من عمرها، فقد عززت تجربتها مع المشاركات الأخريات وقيادات “نساء التكنولوجيا” خلال برنامج “فتيات التكنولوجيا”، إيمانها بأن النساء قادرات على التفوق في حقل التكنولوجيا مثلهن مثل الرجال. وقالت، إنه على الرغم من أن نور عبد اللطيف نفسها كانت تستخدم التكنولوجيا في سن مبكرة، فإنها تعتزم العمل في هذا المجال مستقبلاً لتسهيل تحقيق التغيير الاجتماعي، وتؤكد نور بأن عدد الرجال الذين يعملون في حقل التكنولوجيا يزيد كثيرًا عن عدد النساء العاملات في هذا الحقل في وطنها لبنان. وأشارت عبد اللطيف إلى النظرة العامة لقدرات الفتيات في لبنان كما إلى الهدف من برنامج “فتيات التكنولوجيا”، قائلة “إن الجميع يقلل من قدرة النساء في التكنولوجيا، ونريد أن نثبت أن ذلك غير صحيح على الإطلاق.” وأضافت، “فنحن أيضًا ذكيات، ويمكننا أن نقوم بكل ما يمكن أن يقوم به الرجال، ونحن قائدات حقيقيات.” نجاة القباطي، وهي في سن السادسة عشر، تريد أيضًا أن تبدد الصور النمطية عن النساء بأنهن لا يصلحن إلا للعمل في المطبخ في بلدها اليمن. وقالت إنه كثيرًا ما تواجه الفتيات اللواتي يخططن لدراسة التكنولوجيا مقاومة من أصدقائهن، وعائلاتهن، ومعارفهن، لأنه حسب قولها لا تزال التكنولوجيا تعبر على نطاق واسع بأنها علم خاص بالرجل. وكثيرًا ما نصح الفتيات بدراسة الهندسة المعمارية، أو التصميم الداخلي، أو شيء “مناسب أكثر للفتيات بدلاً من التكنولوجيا.” وتابعت القباطي تقول: “لكن الواقع، هو أن التكنولوجيا ليست حكرًا على الرجال، فإنني أعتقد بأن التكنولوجيا حقل أُنشئ للرجال وللنساء على حدٍ سواء، وأعتقد أن كل واحد يمكنه التفوق عند العمل فيه”. وأردفت، أنه من الأمور الحاسمة الأهمية بالنسبة للفتيات أن تندمجن في “عصر التكنولوجيا” الذي نعيش فيه اليوم. كما أدت مشاركة القباطي في برنامج “فتيات التكنولوجيا” إلى تعريفها بالشعب الأميركي وبطريقة حياتهم. وتأثرت القباطي بشكل خاص بالعقلية المنفتحة وبسهولة التقرب من الأميركيين الذين قابلتهم في واشنطن. وعبرت القباطي عن شعورها، بقولها “الشعب الأميركي هو بوجه عام ودود للغاية، وأحب طريقة كونهم لا يصدرون أحكامًا مسبقة.” وقالت مفسرة “في بلادي، إذا رأوا امرأة بدون حجاب، فإنهم يحدقون بها، أليس كذلك؟ ولكن هنا (أي الأميركيون) عندما يرونني مرتدية الحجاب، فإنهم لا يلاحظون شيئًا غريبًا في ذلك! ويتحدثون معي بلطف، وهم ودودون جدًا. لا يهتمون من أنت، انه شيء، يتعلق بالطريقة التي تتحدثين، ويتعلق بشخصيتك، وليس بمظهرك أبدًا.” وعلى الرغم من أن العديد من المشاركات في برنامج “فتيات التكنولوجيا” أكدن من أنهن تعلمنا نواحٍ مميزة وإيجابية للثقافة الأميركية، فقد قالت أخريات بأنهن يعتقدن أن الشباب الأميركي والعرب متشابهون بصورة أساسية. من بين المجموعة الأخيرة كانت روزالين زادها، بسن السادسة عشر من الأراضي الفلسطينية المهتمة بدراسة برمجة الكمبيوتر، والتي تأمل في أن تتمكن من إكمال دراستها الجامعية في علم التكنولوجيا البيولوجية. أشارت زادها إلى الاختلافات الثقافية بين الشباب الأميركيين والعرب، لقد “عشت مع مراهقين أميركيين وتعلمت المزيد حول الثقافة الأميركية، وقمنا بزيارة العديد من الأماكن، وقابلت أناسًا مختلفين، ولكني أعتقد أنهم ليسوا بذلك القدر من الاختلاف. فنحن متشابهون، ونحن مراهقون”. بعد إدراك التشابهات الأساسية، نشأت صداقات عديدة بين المشاركات في برنامج “فتيات التكنولوجيا” وبين الأميركيين الذين قابلنهم. وقالت ندى الخال تونسية بسن السادسة عشر، التي تأمل بابتكار تكنولوجيات جديدة، إن برنامج “فتيات التكنولوجيا” أتاح لها إقامة العديد من الصداقات القوية، بالإضافة إلى اكتساب المعرفة والمهارات الحياتية. أعربت عن أملها بأن تستمر أخريات مثلها في تلقي فرصة المشاركة في البرنامج مستقبلاً. وأكدت الخال، “إنني سعيدة للغاية لكوني موجودة هنا، وأعتقد أنها ستكون تجربة جيدة جدًا لجميع الفتيات الأخريات”. واستنتجت “جميع الفتيات الأخريات من الجيل المقبل يأملن بالمجيء إلى هنا والتمتع بهذا القدر الكبير من المتعة. عن نشرة واشنطن العربية الصادرة عن مكتب برامج الإعلام الخارجي