بعد أسابيع قليلة من شروع المبعوث الأممي للصحراء في تحركاته من أجل التحضير لجولة لقاءات ثانية مع أطراف نزاع الصحراء المغربية المفتعل، أقدمت جبهة البوليساريو على خطوة تصعيدية بإعلانها تنظيم مناورات عسكرية بتيفاريتي، التي تدخل ضمن المناطق منزوعة السلاح والمفوضة إلى الأممالمتحدة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. الموساوي العجلاوي، خبير في العلاقات الدولية متخصص في ملف الصحراء يتعبر في تصريح لموقع القناة الثانية أن هذه المناورات كانت منتظرة من البوليساريو والدولة الحاضنة لها (الجزائر)، مشيرا إلى أنه يترقب أن تستمر إلى حين انعقاد الاجتماع المقبل لمجلس الأمن حول الصحراء نهاية شهر أكتوبر المقبل. “خلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن تم تمديد لولاية المينورسو لمدة 6 أشهر فقط وهو ما يشكل عامل ضغط بالنسبة لكوهلر،” يقول العجلاوي مضيفا أن جبهة البوليساريو تسعى من خلال هذه المناورات للتموقع في المنافذ التي يبحث عنها كوهلر، وفرض الجبهة كطرف قوي في معادلة حل نزاع الصحراء. وقال الخبير في العلاقات الدولية إنه ومنذ سقوط طائرة بوفاريك التي كانت تحمل عناصر من جبهة البوليساريو، “بدأ يظهر أن الجيش الجزائري هو الذي يتولى ملف الصحراء في الجزائر وفي بعض الحالات يقوم بتحركات بمعزل عن قصر المرادية. فالجزائر مقبلة على مرحلة انتقالية، ويقوم الجيش في الوقت الراهن بمحاولة تدبير هذه المرحلة مستعملا قضية الصحراء لتصفية مسائل داخلية جزائرية-جزائرية. “ وبمجرد إعلان جبهة البوليساريو لنواياها بشأن المناورات العسكرية، أصدرت وزارة الخارجية المغربية يوم السبت بيانا تدين فيه التحركات العسكرية للبوليساريو وتعتبرها وخرقا لوقف إطلاق النار، وتحديّا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وجاء في البيان أن المملكة المغربية تؤكد عزمها الثابت على الدفاع عن وحدتها الإقليمية ووحدتها الوطنية في جميع أنحاء الصحراء المغربية، وتطلب من الأممالمتحدة، وعلى الخصوص بعثة المينورسو، الوفاء بولايتها في مواجهة الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار من طرف جبهة البوليساريو. الموساوي العجلاوي ركز على نقطتين أساسيتين في بيان وزارة الخارجية. الأولى متعلقة بمصطلح جديد هو الوحدة الوطنية وربطه بالوحدة الإقليمية لمملكة المغربية، إذ أشار العجلاوي إلى أن هذا المصطلح الجديد يبعث رسالة مفادها أن المغرب لن يتخلى على وحدته الترابية ولن يتخلى أيضا على سكان الصحراء وأنه يعتبرهم جزء من اللحمة الوطنية. أما النقطة الثانية، فتتعلق بوضع المغرب للنقط على الحروف بخصوص مسؤولية الجزائر في النزاع المفتعل، كما أنه يحمل الأممالمتحدة مسؤوليتها. وخرج الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، أمس السبت، ببيان حذر فيه من أي إجراء من شأنه تغيير الوضع الراهن بخصوص قضية الصحراء. وقال غوتيريس، في البيان الذي تلاه الناطق الرسمي باسمه، ستيفان دوجاريك، إنه يتابع عن كثب تطورات الوضع في الصحراء، داعياً في هذا السياق “إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس”. واعتبر الموساوي العجلاوي أن مطالبة الأمين العام للامم المتحدة بعدم تغيير الوضع القائم فيه “تأكيد على قرار مجلس الأمن الأخير وتأكيد على أن هناك تخوف من زعزعة استقرار المنطقة، وإدخالها في حرب. خصوصا وأن هناك بعض الأطراف الدولية ضمنها إيران التي تريد زعزعة استقرار عدد من المناطق العربية ضمنها شمال إفريقيا واستعمالها كورقة ضغط بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.”