قال الموساوي العجلاوي، الخبير في العلاقات الدولية و المتخصص في ملف الصحراء إن المناورات الأخيرة التي قامت بها جبهة البوليساريو كانت منتظرة، مشيرا إلى أنه يترقب أن تستمر إلى حين انعقاد الاجتماع المقبل لمجلس الأمن حول الصحراء نهاية شهر أكتوبر المقبل. وأضاف العجلاوي أن جبهة البوليساريو تسعى من خلال هذه المناورات إلى التموقع في المنافذ التي يبحث عنها كوهلر، وفرض الجبهة كطرف قوي في معادلة حل نزاع الصحراء. وقال الخبير في العلاقات الدولية إنه ومنذ سقوط طائرة بوفاريك التي كانت تحمل عناصر من جبهة البوليساريو، بدأ يظهر أن الجيش الجزائري هو الذي يتولى ملف الصحراء في الجزائر وفي بعض الحالات يقوم بتحركات بمعزل عن قصر المرادية. واعتبر العجلاوي أن مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بعدم تغيير الوضع القائم فيه تأكيد على قرار مجلس الأمن الأخير وإجماع على أن هناك تخوف من زعزعة استقرار المنطقة، وإدخالها في حرب، خصوصا وأن هناك بعض الأطراف الدولية ضمنها إيران التي تريد زعزعة استقرار عدد من المناطق العربية من بينها شمال إفريقيا واستعمالها كورقة ضغط بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أعلنت السبت، بيانا تدين فيه التحركات العسكرية للبوليساريو باعتبارها خرقا لوقف إطلاق النار، وتحديّا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وجاء في البيان أن، المملكة المغربية تؤكد عزمها الثابت على الدفاع عن وحدتها الإقليمية ووحدتها الوطنية في جميع أنحاء الصحراء المغربية، وتطلب من الأممالمتحدة، وعلى الخصوص بعثة المينورسو، القيام بمهامها في مواجهة الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار من طرف جبهة البوليساريو. وخرج الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، ببيان حذر فيه من أي إجراء من شأنه تغيير الوضع الراهن بخصوص قضية الصحراء. وقال غوتيريس، في البيان الذي تلاه الناطق الرسمي باسمه، ستيفان دوجاريك، إنه يتابع عن كثب تطورات الوضع في الصحراء، داعياً في هذا السياق "إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس". ويبدو أن الجزائر مقبلة على مرحلة انتقالية، ويقوم الجيش في الوقت الراهن بمحاولة تدبير هذه المرحلة مستعملا قضية الصحراء لتصفية مسائل داخلية جزائرية-جزائرية.