اعترفت “بسيمة الحقاوي” وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية أن علاقتها بالصحافة المغربية توترت بعد أن أصبحت وزيرة في حكومة “بن كيران”، في الوقت الذي كانت فيه هذه العلاقة جيدة وممتازة، وأشارت “الحقاوي” في رد على سؤال الإعلامي “أحمد منصور” خلال استضافتها في برنامج بلا حدود مساء الاربعاء 11 يوليوز الجاري والذي يقدم على قناة الجزيرة، أن بعض الأقلام والصحف أصبحت تتهمها دون مبرر أو سبب منطقي، وأن ما قيل على لسانها حول مجموعة من القضايا ليس صحيحا بل كانت تصريحات ملفقة تناقلتها مجموعة من وسائل الإعلام الوطنية. إلا أن “الحقاوي” عادت وتحدثت عن أن من بين الأسباب التي تجعلها”مادة إعلامية دسمة”: هي أنها أول وزيرة محجبة، والوزيرة الوحيدة في حكومة “بن كيران”، وهي وزيرة تنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، وكذلك وزيرة مسؤولة عن وزارة مهمة للشعب المغربي، لذلك فهي تتفهم سبب الانتقادات والمتابعة الإعلامية. على مستوى آخر، أكدت “الحقاوي” أن هناك تزايدا في عدد أطفال الشوارع ببلادنا، وأن نسبة الأطفال وسط المشردين بالشوارع تشكل 38% معلنة عن تصميمها على متابعة عملها لأجل إنقاذ هؤلاء الأطفال، وخلال تقديمها لبعض الأمثلة عن مصادر الأعداد المتزايدة لأطفال الشوارع أشارت إلى أن بعضا من أطفال المناطق المجاورة والبوادي القريبة من محور الدارالبيضاء يأتون لمتابعة مباراة في كرة القدم فيتوهون في المدينة ويظلون بها، وهو الشيء الذي لم يستوعبه “منصور” الذي أبدى استغرابه كما اندهش لوصف حجاب الوزيرة ب “الخرقة” التي لم تنتبه لهذا الوصف لاختلاف اللهجات، وهو الشيء الذي قد يُفهم خطأ لأن الخرقة كما تعنيها اللهجة المصرية ليست ما تقصده “الحقاوي” ابنة البيضاء وبالتالي فمعروف أن لهجة البيضاويين تصف Foulard بالخرقة على خلاف أهل الرباط مثلا الذين يصفونها ب “الدّرّة.” وحول قضية الداعية “النهاري” والصحفي “الغزيوي”، وجه “أحمد منصور” سؤالا للوزيرة مشيرا من خلاله إلا أن هذا الموضوع أثير بشكل كبير عبر وسائل إعلام أجنبية خاصة وأن المغرب بلد إسلامي والملك يحمل فيه صفة أمير المؤمنين، أكدت “الحقاوي” أن لا علاقة لهذه النقط بتصريحات “الصحفي” معتبرة أن تصريحات “المختار الغزيوي” تلزمه هو فقط كفرد ولا تعني الشعب ولا المجتمع المغربي، وأشارت إلى أن التطرف بشقيه غير مقبول، سواء من يضيّق على حرية الناس أو من يجاهر بما يسيء للمغاربة ولثقافتهم، وهي النقطة التي لم يستوعبها مقدم برنامج “بلا حدود” الذي أكد أن تصريحات “الغزيوي” فيها مساس بالمواطن المغربي وهويته، إلا أن “الحقاوي” عادت لتؤكد أن هناك فرق بين حرية الفرد في التعبير عن رأيه وأن يرضى على نفسه ولعائلته ما صرح به، وبين الذي يدعو العامة إلى الفعل، وهذا ما يعني أن تصريح “الغزيوي” يهمه فقط لا أكثر. وفي الوقت الذي وصف فيه “أحمد منصور” وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية ب “وزارة المهمات الكبيرة والميزانية الصغيرة”، وصفت “الحقاوي” وزارتها ب “أم الوزارات” لأنها الوزارة التي تُحال عليها هموم المجتمع وهي بحاجة إلى رفع ميزانيتها نظرا لخصوصيتها، مؤكدة أنها ستناظل من أجل ذلك، معتبرة أن كل الموظفين بوزارتها مناضلين وليسوا موظفين عاديين نظرا لأنهم لا يتعاملون مع ملفات جامدة بل مع أسر تختلف احتياجاتها ومتطلباتها، مشيرة إلى أنها عازمة على وضع بصمتها لأجل المجتمع المغربي الذي وصفته بأنه مجتمع يستحق أن تقدم في حقه الغالي والنفيس.