قال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين إن إقدام إسرائيل على قتل رجل فلسطيني يجلس على كرسي متحرك خلال احتجاج ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل “غير مفهوم” بينما قالت إسرائيل إنها لم تستهدف الرجل. وجاء في بيان للأمير زيد الثلاثاء 19 دجنبر أن قوات أمن إسرائيلية قتلت إبراهيم أبو ثريا بالرصاص في رأسه قرب السور الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل يوم الجمعة. لكن الجيش الإسرائيلي قال إن تحقيقا أجراه الجيش خلص إلى أنه من المستحيل معرفة سبب قتله وإنه لم توجه إليه أي ذخيرة حية خلال تفريق مظاهرة شابتها أعمال عنف. وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي “لم يتم تصويب ذخيرة حية على أبو ثريا. من المستحيل تحديد هل أصيب أبو ثريا بوسائل تفريق أعمال الشغب أو سبب وفاته”. وأضاف البيان أن المحتجين قذفوا عبوات ناسفة وحجارة ودفعوا بإطارات سيارات محترقة على الجنود “بهدف إيذائهم ولتدمير البنية التحتية الأمنية” وأنه استخدم في الأساس وسائل غير فتاكة لتفريق الشغب باستثناء إطلاق عدد قليل من الأعيرة النارية الحية تحت إشراف “باتجاه المحرضين الرئيسيين”. وقال الأمير زيد إنه لا يوجد شيء يدل على أن أبو ثريا كان يشكل تهديدا وشيكا عندما قتل وإن “الوقائع التي جمعها فريقي حتى الآن في غزة تدل بقوة على أن القوة التي استخدمت (ضده) كانت مفرطة”. وأضاف البيان “بالنظر إلى إعاقته الشديدة التي لابد وأنها كانت مرئية بوضوح لهؤلاء الذين أطلقوا النار عليه فإن قتله غير مفهوم – إنه تصرف صادم حقا وطائش”. وذكر بيان الجيش الإسرائيلي أن “طلبات عديدة” للحصول على معلومات بشأن إصابات أبو ثريا لم يتم الرد عليها وإنه “إذا وصلتنا معلومات أخرى سيتم مراجعتها ودراستها”. وقال مسؤلون بقطاع الصحة في غزة يوم الجمعة إن الجنود الإسرائيليين قتلوا بالرصاص أربعة أشخاص منهم أبو ثريا فضلا عن إصابة 150 آخرين بطلقات نارية خلال الاحتجاجات. وكان أبو ثريا (29 عاما) يشارك بشكل متكرر في مظاهرات كهذه. وقد قال في مقابلات مع وسائل إعلام إنه فقد ساقيه في هجوم صاروخي إسرائيلي على غزة عام 2008. وقال بيان الأمير زيد إن الرد الإسرائيلي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص منهم ثلاث وفيات في غزة فضلا عن 220 إصابة بطلقات حية. وقال الأمير زيد إن القانون الدولي يفرض قيودا شديدة على استخدام القوة خلال احتجاجات أو مظاهرات وإنه لا ينبغي اللجوء للقوة الفتاكة للأسلحة النارية إلا كملاذ أخير عندما لا يوجد مجال لتجنب ذلك من أجل حماية الأرواح. وأثار قرار ترامب بشأن القدس موجة غضب في العالم العربي وقلقا بين حلفاء واشنطن في الغرب. ويمثل وضع القدس أحد أكبر العوائق أمام التوصل لاتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عقود. وتعتبر إسرائيل القدس كلها عاصمتها. ويرغب الفلسطينيون في أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية. وقال الأمير زيد “هذه الأحداث… تعود بشكل مباشر للأسف إلى الإعلان الأمريكي الأحادي بشأن وضع القدس الذي يحطم الإجماع الدولي وهو مثير للاستفزاز على نحو خطير” داعيا لإجراء تحقيق مستقل بشأن الضحايا.