جاء ذلك في بيان صدر مساء الاثنين 17 يوليوز، عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في دورة غير عادية بشأن التطورات والانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في القدس والحرم القدسي الشريف. كما ثمن المجلس عاليا الدور والجهود التي يبذلها الملك عبد الله الثاني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية ، مؤكدا على دعم الوصاية والرعاية الهاشمية التاريخية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس . وعبر المجلس عن اعتزازه بصمود أبناء القدس ومؤسساتها وكافة أبناء الشعب الفلسطيني في دفاعهم عن عروبة المدينة المقدسة والحرم القدسي الشريف، منوها بالجهود التي تبذلها في هذا الصدد القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس. وأدان مجلس جامعة الدول العربية الإجراءات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك بإغلاقه أمام المصلين وإخلائه ومصادرة مفاتيحه والعبث بمحتوياته ومنع إقامة صلاة الجمعة ورفع الآذان فيه، فضلا عن محاولات تغيير الواقع التاريخي في الحرم القدسي الشريف وتركيب بوابات إلكترونية وصولا إلى فرض أمر واقع جديد في سابقة خطيرة لم تحدث منذ قرابة نصف قرن . وحذر مجلس الجامعة العربية من أن هذه الإجراءات الإسرائيلية ستؤدي إلى تصعيد بالغ الخطورة وعواقب وخيمة في إشعال الحرب الدينية في المنطقة، وذلك في إطار المحاولات الإسرائيلية السريعة المدعومة بالقوة العسكرية لتنفيذ مخططات معدة سلفا لتهويد مدينة القدسالمحتلة ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني في الحرم القدسي الشريف المستهدف بصورة متصاعدة بمضاعفة الحفريات والاقتحامات والتدنيس . وأكد المجلس أن مثل هذه الإجراءات الإسرائيلية تشكل عدوانا صارخا على حقوق ومقدسات الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، كما تشكل انتهاكا جسيما لكافة المواثيق والقوانين الدولية وقرارات الأممالمتحدة، بما فيها قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن واليونسكو ومجلس حقوق الإنسان، والتي أكدت مرارا على أن مدينة القدس مدينة محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 وعلى أن الحرم القدسي الشريف هو مكان مقدس للمسلمين دون سواهم . وأعرب المجلس عن رفضه لأي تغيير للوضع القائم في مدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى، مؤكدا ضرورة وقف وإلغاء جميع الإجراءات الإسرائيلية وإعادة الأوضاع إلى ماكانت عليه، بما يشمل إزالة البوابات الإلكترونية واحترام حرية العبادة وحق أبناء الشعب الفلسطيني الراسخ في ممارسة شعائرهم الدينية . وجدد المجلس مطالبته المجتمع الدولي ومنظماته لتحمل مسؤولياتهم نحو هذا العدوان الإسرائيلي غير المسبوق والتدخل الفوري وإنفاذ قراراته خاصة في توفير الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في أراضه ومقدساته، محذرا من الخطورة البالغة لهذا العدوان الجديد واستمرار إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) وتماديها في ارتكاب هذه الانتهاكات الجسيمة وهذا التحدي والاستهتار بإرادة المجتمع الدولي ومقرراته ومضاعفات ذلك على الأوضاع في المنطقة وعلى فرص التوصل إلى سلام عادل وشامل لتحقيق حل الدولتين . وأكد المجلس تضامن الأمتين العربية والإسلامية جمعاء دولا وشعوبا ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته دفاعا عن حرمة الأقصى وعروبة مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين المستقلة .