ترأس رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أمس الإثنين 06 يونيو بمقر رئاسة الحكومة، بتوجيه من الملك محمد السادس، اجتماعا موسعا خصص للوقوف على سير المشاريع التنموية المدرجة في إطار برنامج "الحسيمة منارة المتوسط" والتداول بشأن الإكراهات الحقيقية والإشكاليات المطروحة في إقليمالحسيمة، والتي تشكل موضوع الاحتجاجات الاجتماعية التي يشهدها الإقليم. وأفاد بلاغ لرئاسة الحكومة، أن العثماني ذكر، في بداية هذا الاجتماع، بالرعاية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس، لإقليمالحسيمة، حيث أشرف جلالته على مراسيم توقيع المخطط التنموي "الحسيمة منارة المتوسط"، الذي يتضمن عددا من المشاريع الكبرى لفائدة ساكنة هذا الإقليم. وخلال هذا الاجتماع الذي حضره عدد من أعضاء الحكومة، ورئيس وأعضاء مكتب المجلس بجهة طنجةتطوانالحسيمة ورؤساء الفرق بها، ورئيس المجلس الإقليمي والنواب والمستشارون عن إقليمالحسيمة، والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشمالية للمملكة والمديرة العامة للوكالة الوطنية للموانئ، حرص سعد الدين العثماني على طمأنة ساكنة الحسيمة بأن الحكومة تولي لمطالبها وللبرنامج التنموي بالإقليم اهتماما ومتابعة خاصين. وذكر رئيس الحكومة بأنه تم تناول الملف في عدد من مجالس الحكومة الأخيرة، كما أكد بهذه المناسبة على واجب الحكومة في الإنصات والنظر في المطالب المشروعة لساكنة الحسيمة، وفي غيرها من المدن، والعمل على الاستجابة لها في حدود إمكانيات الدولة. وشدد العثماني في هذا الإطار، على ضرورة اعتماد وتعميم مقاربة للشأن التنموي تعتمد أكثر على منهج الإنصات للمواطنين وإشراكهم في اختيار ووضع البرامج التنموية، حتى تتمكن هذه البرامج من استهداف حاجياتهم الحقيقية، مع وجوب تتبع الأوراش والبرامج التنموية الجهوية والمحلية بصفة منتظمة وناجعة، تسريعا لوتيرة إنجازها وتفاديا لأي تعثر لها. وفي هذا الصدد، أكد أنه سيعمل على عقد اجتماعات موسعة مماثلة تخص جهات وأقاليم أخرى من مختلف ربوع المملكة. وجاء في بلاغ رئاسة الحكومة أن الحاضرين تابعوا خلال هذا اللقاء ، عروضا مركزة لبعض الوزراء الذي تناولوا مدى تقدم مختلف المشاريع التنموية المبرمجة لفائدة ساكنة الإقليم، وخصوصا المشاريع المسجلة في إطار برنامج "الحسيمة منارة المتوسط"، وهي المشاريع التي من المنتظر أن تحترم آجال إنهائها. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن نسبة المشاريع المنطلقة ستبلغ حوالي 65 في المائة مع متم السنة الجارية. ومن جهتهم، تطرق رئيس وأعضاء مكتب المجلس بجهة طنجةتطوانالحسيمة ورؤساء الفرق بها، والنواب والمستشارون عن إقليمالحسيمة، لأهم مطالب الساكنة، وشددوا على وجوب إيلاء البعد السياسي مكانة خاصة في معالجة الأوضاع بالإقليم، لا سيما عبر تعزيز دور مؤسسات الوساطة، من أحزاب سياسية ونقابات وجمعيات المجتمع المدني، وتقوية المبادرات التواصلية باتجاه الساكنة والفاعلين ومدهم بالمعلومات الكافية. وأكد الجميع، حسب البلاغ، على الاستعداد للتعاون المشترك في إطار تحمل جماعي للمسؤولية، من أجل الاستجابة لحاجيات الساكنة وتحقيق الأهداف التنموية والاجتماعية للمنطقة، والتصدي لكل ما من شأنه أن يضر بصورة الوطن عامة وبصورة الإقليم خاصة. كما أجمع الحاضرون على أنه في الوقت الذي يضمن فيه الحق في الاحتجاج، فإن ممارسته يجب أن تكون في حدود القانون مع الالتزام بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وحماية الأمن العام. وخلص البلاغ إلى أنه تم في نهاية الاجتماع تجديد التزام السلطات العمومية بضمان احترام حقوق الإنسان، وشروط المحاكمة العادلة وفق المساطر المنصوص عليها قانونيا.