تقاطرت ساكنة المنامة بأعداد غفيرة على شوارع العاصمة البحرينية للترحيب بمقدم جلالة الملك محمد السادس، الذي بدأ أمس الاثنين، زيارة أخوة وعمل لمملكة البحرين. واحتشدت ساكنة المنامة، رافعة علمي البلدين، اللذين اتشحت بهما جميع بنايات وصروح العاصمة، لتحية صاحب الجلالة وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك على طول المسار الرابط بين المطار وقصر "الصخير". ولم يكن أفراد الجالية المغربية المقيمة بالبحرين، الذين غمرتهم فرحة عارمة بمناسبة هذه الزيارة، ليتركوا هذه الفرصة السعيدة لرؤية جلالة الملك عن قرب متمنين لجلالته مقاما سعيدا بأرض هذا البلد الشقيق والصديق، الذي تجمعه بالمغرب روابط أخوة وصداقة متينة. وعلى طول المسار الذي سلكه موكب قائدي البلدين، رفعت الحشود الغفيرة من البحرينيين والمغاربة شعارات تهتف بحياة قائدي البلدين، وتعبر عن حرصها على استدامة الصداقة والأخوة القائمة بين البلدين الشقيقين. والواضح أن ساكنة المنامة كانت تنتظر بشوق هذه الزيارة الملكية الهامة، التي تجسد مثالية العلاقات القائمة بين قائدي وشعبين البلدين. وستمكن هذه الزيارة، التي تعزز العلاقات السياسية المتينة والأخوية التي تجمع المملكتين المغربية والبحرينية، من إضافة لبنة جديدة لصرح التعاون المتميز والمتفرد القائم بين المغرب ودول الخليج العربي. وفي الواقع، فإن زيارة جلالة الملك للمنامة تأتي بعيد أيام قليلة من القمة التاريخية التي انعقدت بالمملكة العربية السعودية بين المغرب وبلدان مجلس التعاون الخليجي، والتي شكلت منعطفا حاسما في تأكيد التضامن والإرادة المشتركة والصادقة في تطوير التعاون بين الدول العربية. ومما لا شك فيه، فإن المباحثات بين جلالة الملك وشقيقه عاهل مملكة البحرين، ستعزز هذه الدينامية الواعدة في إغناء العلاقات بين البلدين من جهة، وبين المغرب وبلدان مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى، تماشيا مع فلسفة قمة الرياض، وذلك بهدف بناء شراكة إستراتيجية ونموذج حقيقي للتعاون العربي- العربي، من شأنه مواجهة التحديات الكبرى التي تطرح أمام الدول العربية والاستجابة للتطلعات المشروعة لشعوبها.