أصدرت عصبة “الالترات المغربية” بيانا تنتقد فيه طريقة تعاطي الإعلام والرأي العام مع أحداث الشغب التي عرفتها مختلف الملاعب الكروية المغربية منذ انطلاقة الموسم الكروي الجاري. ودعت العصبة إلى نبذ العنف والابتعاد عن الاكتفاء بالمقاربة الأمنية في مواجهة أحداث شغب الملاعب. كما أعلنت العصبة نفسها إلى لقاء يجمع كل “الالترات المغربية”، بعد ظهر يوم فاتح ماي المقبل بمدينة الرباط. نص بلاغ العصبة: “في ظل الأحداث الأخيرة والمستجدات التي شهدتها الساحة الكروية منذ بداية الموسم الحالي، والتي تزامنت ودخول قانون الشغب حيز التنفيذ، حيث أثبت وبجلاء أن المقاربة الأمنية ليست الحل الأمثل للحد من ظاهرة الشغب بالملاعب الوطنية، وأن سياسة الترقيع ونسخ التجارب الأجنبية لن تجدي نفعا، دون الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية المغربية، خصوصية تتجلى أساسا في الجانب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. في ظل هذه الأحداث، وتكالب الرأي العام مع إطلاق جل سهامه المسمومة نحو الحلقة الأضعف في المشهد الكروي ألا وهي الجمهور، متناسيا ومتجاهلا عن عمد أو غير عمد الدور الأساسي لباقي المتداخلين في اللعبة، تأبى عصبة “الالترات المغربية” إلا أن تخرج للرأي العام ببيان توضيح و دعوة، محاولة منها الحد من الحملة الإعلامية الهوجاء، والتي تستهدف بالأساس روح الحركية بالمغرب. وعليه تعلن عصبة الإلترات المغربية: - أن ظاهرة الشغب هي ظاهرة سوسيو اقتصادية، تتجلى حلولها على المدى البعيد، على أن تطبيق القانون يجب أن يكون في حدود المنطق و المعقول، لا أن تتم الاعتقالات على سبيل الشبهة و الانتقاء العشوائي و تلفيق التهم إرضاء للإعلام الفاسد. - أن أسباب الشغب متعددة بتعدد المتداخلين في الشأن الكروي. من أندية و عدم اهتمامها بمعالجة مشاكل الجماهير و تحسين ظروف و لوجها للملعب، من جمعيات مرتزقة همها الأوحد تكديس الأموال و الظهور على وسائل الإعلام، من أمن و ضعف تنظيمه للمباريات فتارة يستعمل الشدة المطلقة و تارة أخرى اللين المطلق، من جماعات حضرية و عدم توفير و سائل النقل و كذا تحسين ظروف الراحة داخل الملاعب باعتبارها مرفقا عموميا، و من إعلام فاسد و متحيز لا ينصت للرأي و الرأي الآخر في تعليقاته. دون نسيان دور الجامعة و لجان البرمجة و التأديب التي لازالت تسبح في مستنقع الهواية. - أن الحل الأمثل لمعالجة ظاهرة الشغب يتجسد في إتباع منهج التشاور و التشارك بين جميع المكونات مع جعل الجمهور اساس و منطلق كل مشروع قانون. - أن التضييق على الإلترات سيؤجج الصراع ولن يحل المشاكل باعتبارهم الأقرب للمدرجات والقلب النابض لها. وتدعو العصبة كذلك كافة الإلترات الوطنية إلى: - سد الباب على كل من يحاول القضاء على مستقبل الحركية بالمغرب بنبذ العنف والعمل على تأطير الجماهير و توعيتهم بالمغزى الحقيقي لكلمة الإلترا و مبادئها الأساسية التي لا تبت للشغب بصلة. - التوحد و التسامح الآني في إطار “تآخي من أجل الحرية” يجعل من جميع الإلترات يدا واحدة في وجه من يحاول المساس او التضييق عن أنشطتنا المشروعة. - الدعوة لاجتماع عام يضم كل الإلترات لتدارس المشاكل و إيجاد الحلول، وذلك يوم فاتح ماي بالرباط واللقاء سيكون على الساعة الثانية بعد الزوال أمام باب الحد. على أن هذا الاجتماع سيكون في إطار مستقبل الحركية و ليس في إطار برامج العصبة. والدعوة عامة من الآن سواء لإلترات القسم الأول او الثاني بل و كدلك الهواة دون تمييز او تحيز لفئة على حساب أخرى. فالمرحلة حرجة و تتوجب تظافر الجهود و التوحد و نبذ العنف بغية الخروج من هذا المنعطف الجديد. وأخيرا نتقدم بتعازينا الحارة لفقيد الحركية حمزة البقالي، مطالبين بفتح تحقيق فوري و نزيه لمحاسبة الجهة التي تسببت في مقتله، مطالبين بإطلاق سراح كل معتقلي الأحداث الرياضية الذين لم يثبت تورطهم بالدليل القاطع في أعمال الشغب”.