عند انخفاض درجات الحرارة، يجد بعض الناس صعوبة بالغة في استقرار حرارة أجسامهم، مهما استخدموا من وسائل للتدفئة. ويرجع الباحثون هذا الإحساس الدائم بالبرد إلى اضطراب أداء الغدة الدرقية. وتعتبر الغدة الدرقية والغدة النخامية بمثابة جهاز التدفئة ومنظم الحرارة في الجسم، فالغدة الدرقية تقوم بتسخين الجسم وتنظم توازنه الحراري. ويؤدي انخفاض أداء الغدة الدرقية إلى الشعور بالبرودة، الأمر الذي يدفع الغدة النخامية إلى إفراز هرمون منبه للغدة الدرقية لتحفيزها على إنتاج المزيد من الحرارة. وما إن تشعر الغدة النخامية بأن حرارة الجسم ارتفعت إلى حد معين تتوقف الغدة الدرقية عن العمل ثانية، لذا يرجح الكثير من العلماء أن الشعور الدائم بالبرودة يعود إلى قصور فيها. والغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء والتي تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم دون قناة وهي التي تتحكم في عملية التفاعلات الحيوية لكل خلايا الجسم، بمعنى أنها تدخل في عمل كل خلية في الجسم. ويساهم الدم بدوره في تنظيم درجة حرارة الجسم. وحدوث اضطراب في تدفقه يزيد الإحساس بالبرودة في القدمين واليدين. وهناك عدة عوامل تؤثر على تدفق الدم في الجسم، من بينها أمراض القلب والأوعية الدموية، ففي حال وجود ضعف في القلب والأوعية الدموية يصبح من الصعب على القلب ضخ الدم بشكل فعال في أصابع اليدين والقدمين. وأوضح الأخصائيون أن من أكثر أسباب ضعف الغدة الدرقية شيوعا هو وجود أجسام مضادة تتكون ضد أنسجة الغدة الدرقية، فتعمل على تدمير خلايا الغدة الدرقية مما يؤدي إلى التهاب مزمن بها وهبوط في وظيفتها. ويكثر هذا النوع في النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الثلاثين والخمسين سنة. ويصنف الأطباء الشعور بالبرد الدائم والمبالغ فيه ضمن أعراض القصور الدرقي. وتشمل بقية أعراض المرض الشعور بالتعب والإمساك وتباطؤ إيقاع القلب، وقد تحصل زيادة كبيرة في الوزن. وفي حالة الفرط الدرقي، يخفق القلب بسرعة كبيرة جدا، ويشعر الشخص بعصبية كبيرة، بدرجة مبالغ فيها أحيانا ويميل إلى الشعور دوما بالحرّ. وفي أغلب الأحيان، تكون المشكلة موجودة والأعراض جلية ولكن من دون أن يدرك الشخص وجود خلل في عمل الغدة الدرقية. وتزداد مشاكل الغدة الدرقية بتقدم العمر إلا أنها تصيب السيدات أكثر من الرجال، كما أن الحمل يضع ضغوطا كبيرة أيضا عليها. وهناك اتفاق تام بين العلماء حول أهمية علاج السيدات اللاتي يعانين حالة حادة من كسل الغدة الدرقية وذلك بإعطائهن حبة من الهرمون الذي يعرف بأمانه للسيدة الحامل، إلا أنه لا يزال هناك خلاف حول أهمية إجراء تحليل الغدة في الحالات المتوسطة أو مع السيدات اللاتي لا تظهر عليهن أعراض المرض.