قد لا نعرف بالضرورة ما هي وظائف الغدة الدرقية ولكن حتما لدينا فكرة عن اضطراباتها و التي صارت شائعة فالكل يعرف لماذا تمت إضافة اليود في الملح ... وفي هذا المقال سنسلط الضوء على العوامل وكذا المراحل التي يمر منها الإنسان و التي من شأنها أن تجعله أكثر عرضة للإصابة بأمراض هذه الغدة. ولكن قبل ذلك لنتعرف عليها قليلا: هي غدة صغيرة في مقدمة الرقبة تحيط الحنجرة والقصبة الهوائية بالضبط في مكان طوق القميص تقوم بإفراز هرمونات تلعب دورا هاما في التطوير والسيطرة على الوظائف الرئيسية للجسم ( درجة الحرارة، التعرق، معدل ضربات القلب، النوم، العصبية....) كما أنها ضرورية للنمو الأمثل للجسم في الطول والوزن... هذه الهرمونات يتم التحكم في إفرازها من قبل غدة توجد في الدماغ هي الغدة النخامية. ومادة اليود الموجودة خاصة بالأسماك ومنتجات الألبان هي عنصر ضروري لتركيب الهرمونات الدرقية وبالتالي فإن التغذية هي عامل أساسي لحسن عمل الغدة الدرقية. في كل مرحلة من مراحل الحياة يكون لهذه الغدة دور وتأثير على الجسم ولكن هناك مراحل حاسمة يظهر فيها الخلل أكثر من غيرها: ففي سن المراهقة، تكون الهرمونات الدرقية ضرورية للنمو والنضج الجنسي، ففي حالة تأخر في البلوغ أو بلوغ مبكر جدا لدى المراهق يجب علينا أن ننتبه فقد يكون الأمر سببه خلل في الغدة الدرقية والتي في حالة فرط نشاطها قد تسبب الانفعالات الشديدة لدى المراهق وقلة الانتباه مع صعوبات في التعلم وارتفاع الوزن ( عكس ما يسبب فرط الإفراز لدى البالغين) مع ظهور انتفاخ في العنق بسبب تضخم الغدة. كما أن المراهقين هم أكثر عرضة للإصابة بنقص في وظائف الغدة الدرقية الناتج عن نقص اليود بسبب النظام الغذائي غير المتوازن المعتمد على الوجبات السريعة... المرأة الحامل تحتاج إلى إفراز كميات كبيرة من الهرمونات الدرقية لتلبية حاجيات الجنين، لذلك فهي تتطلب المزيد من اليود وغالبا المرأة الحامل لا تغطي تغذيتها حاجاتها المتزايدة من هذه المادة مما يجعل اضطرابات الغدة الدرقية أكثر شيوعا لدى الحوامل والخطر يكون أكبر عند الوليد الذي قد يصاب بخمول فى الغدة الدرقية وجب الكشف عنه فى الأيام الأولى للولادة وعلاجه بإعطائه هرمون الغدة لتعويضه وإلا سينشأ قزما متخلفا عقليا ولا ينمو طبيعيا عضليا أو عقليا أو جنسيا ولا يمكن علاجه فى المستقبل ولذلك في كل البلاد المتقدمة تجرى تحاليل وظائف الغدة على كل مولود و من المرتقب أن تصير هذه التحاليل إجبارية في بلادنا. كما أن التقدم في السن يؤدي إلى انخفاض إنتاج الهرمونات الدرقية والأعراض التي تنبه بذلك هي الشعور بالتعب والبرودة وجفاف الجلد واضطرابات الذاكرة وتساقط الشعر و الشعور بالكآبة و غيرها من الأعراض، لذا وجبت مراقبة عمل الغدة الدرقية عن كثب بعد سن الخمسين. وأخيرا فقد ثبت علميا أن التدخين والتوتر الشديد هما عاملان يزيدان من خطر الإصابة بتضخم الغدة الدرقية ومرض" بازدو" أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب إنتاج كميات كبيرة من الأجسام المضادة التي تهاجم الغدة الدرقية.