اصيب علماء الفلك والهواة في امريكا الشمالية بخيبة امل السبت اذ ان تساقط الشهب الذي كان متوقعا بوتيرة استثنائية لم يكن سوى ظاهرة عادية. ولم يستطع الشغوفون بالظواهر الفلكية ان يشاهدوا سوى بضع ومضات في السماء، كما ان الات التصوير التي وضعتها وكالة الفضاء الامريكية ناسا لم تستطع التقاط سوى القليل جدا من الشهب. ويعود السبب وراء هذه الشهب الى مرور كوكب الارض في سحابة من بقايا المذنب "209 بي لينيار" الذي رصده العلماء للمرة الاولى في فبراير من العام 2004. وتتم هذه السحابة من الحطام دورتها حول الشمس مرة كل خمس سنوات. ولم يكن بعض العلماء على درجة عالية من الثقة من ان الظاهرة ستكون استثنائية فعلا، فقد قال بيل كوك مدير قسم النيازك في وكالة الفضاء الامريكية ناسا لوكالة فرانس برس قبل ايام "لا احد يعرف تماما ما سيجري في تلك الليلة، فهي المرة الاولى التي يجتاز فيها كوكب الارض حزاما من الحطام العائد لذلك المذنب". ومصدر هذه البقايا التي دخلت الغلاف الجوي للارض مسببة ومضات في السماء اثر احتراقها، هو المذنب 209/لينيار الذي يبلغ قطره 600 متر. وهو مذنب صغير الحجم مقارنة بمذنبات اخرى يصل قطرها الى عشرات الكيلومترات. والمذنبات هي اجرام فلكية تتكون بشكل اساسي من الجليد والغبار والغازات، وعندما تقترب من الشمس ترتفع حرارتها فيذوب جليدها وتنبعث منها الغازات والغبار الامر الذي يفسر شكل الذنب الذي تتخذه. ويعتبر العلماء ان المذنبات تأتي من مصدرين، هما اما حزام كويبر الواقع بعد كوكب نبتون، او سحابة اورت الواقعة بعد بلوتو على مسافات قصوى من الشمس على حدود المجموعة الشمسية، وهي تدور حول الشمس في مدارات واسعة جدا وبعضها يتم دورته في ملايين السنين. الا ان علماء اكتشفوا خلال العقد الاخير ما لا يقل عن 12 مذنبا ناشطا في منطقة ثالثة من النظام الشمسي هي حزام النيازك الواقع بين المريخ والمشتري.