بدأت أولى الحشود الراغبة في الحصول على سيارة جديدة تتقاطر على المعرض الدولي للسيارات أوطو إكسبو" صباح اليوم، في سوق تروج أكثر من 50 مليار درهم، وتخلق 13 ألف منصب شغل مباشر و116 ألف غير مباشر. كانت سنة 2013 سنة سوداء في مسار سوق لسيارات بالمغرب، الذي عرف سنوات زاهرة خلال بداية القرن الجديد، وربما هي السنة التي لم تتصادف مع معرض "أوطو إكسبو" الذي ينظم مرة كل سنتين، لذا فإن التنافس بين صانعي السيارات وأصحاب التوكيلات العالمية للرفع من أرقام المبيعات، يجبر أزيد من 60 علامة على بذل وابتكار مجهودات تسويقية كبيرة لإغراء الزبائن، التصميم والاقتصاد في الاستهلاك وأيضا درجة الأمان، التي تعتبر النقطة الأبرز التي يسأل عنها الزبون، خاصة في بلد يموت فيه كل سنة 4 آلاف شخص جراء حوادث السير. "الساطة والحديدة ولكريدي" وكأنها تحاصر أو تؤمن وجود أروقة السيارات الجديدة، تتوزع مؤسسات القروض على كل أنحاء المعرض الدولي للسيارات، وكأنها حبال حلبة تحضن بائع السيارة والزبون، تتنافس في تقديم عروض بنكية لقروش اقتناء عربة جديدة، ويبقى السؤال دوما مرتكزا حول "واش كريدي زيرو درهم أنتيري"، أي القرض بلا فائدة. الإغراء على أشده، غير أن في "أوطو إكسبو" بين السيارات الفاخرة والاقتصاية، بين المصنعة محليا والمستوردة، ويبقى القاسم المشترك هو تأثيت مضيفات حسناوات لتقديم السيارات، فيما فضلت بعض الماركات الأوروبية استقدام شقراوات اسنكدنافيات لتأثيت أروقتها. تنافس بين الماركات العالمية يرى مسؤول كبير عن التسويق لإحدى الماركات اليابانية الشهيرة، أن خاصية "أوطو إكسبو" هي أنه معرض للبيع بامتياز، على عكس معارض السيارات في أوروبا التي يقتصر فيه الحضور على اكتشاف الجديد لا غير. ويضيف المصدر أن كل الماركات العالمية الموجودة في المعرض تستغل هذه الفرصة لتضاعف رقم مبيعاتها الشهري بالضعف على أقل تقدير. وعلى الرغم من أن الحضور في اليوم الثاني لمعرض "أوطو إكسبو" يبقى محتشما نوعا معا، فإن المهنيين غالبا ما ألفوا أن ترتفع وثيرة البيع خلال الأيام الأربعة الأخيرة، وأن الأيام الأولى تكون مناسبة لجس نبض الجمهور. وتحضر في المعرض الدولي للسيارات في دورته التاسعة 400 نمودج ل60 ماركة عالمية، وسجل هذا الصباح توافد على أروقة "داسيا" المصنعة بالمغرب، إضافة إلى ماركات أخرى من نوع "تويوتا" اليابانية و"فورد" الأمريكية، و"فياط" الإيطالية. فيما لم تخلو أروقة السيارات الفاخرة ك"بورش" و"رانج روفر" و"ميرسديس" وبي إم جابليو" من الزوار أبدا. يقول عبدالوهاب وهو رجل ي عقده الخامس، إنه قدم للمعرض للحصول على سعر أقل، وأنه اختياره مسبق، وأضاف "أعتقد أنها فرصة للحصول على تخفيض أقوى، قارنت بين ثمن معرض وثمن محل البيع الرئيسي، ووجدت أن الفارق أقل بألفي درهم، لكنني سأتريث قليلا، وأنتظر بضع أيام لأعود لأشتري سيارة من نوع داسيا دستر". ويرى مسؤول تسويق لإحدى الماركات الألمانية أن ميزة "أوطو إكسبو"، تكمن في توفيره الفرصة للقاء زبائن آخرين، فالأروقة المتقابلة، تجعل الخيار متعددا لدى الزبون، حتى ولو كان حاسما قرار واختياره، فإن بإمكان زيارته المعرض أن يغير رأيه في اللحظات الأخيرة.