خصت الجالية المغربية جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، المرفوق بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، باستقبال حار لدى وصول جلالته مساء الثلاثاء إلى واشنطن في زيارة عمل بدعوة من فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ولدى وصوله إلى قاعدة أندروز الجوية، أبى جلالة الملك، إثر تقدم مديرة التشريفات بالولاياتالمتحدة ناتالي جونز والمسؤولين المغاربة للسلام على جلالته، إلا أن يتوجه للسلام بيديه الكريمتين على أفراد الجالية المغربية. وأحاط المئات من المغاربة القادمين من كل ربوع الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا بجنبات الطريق التي عبر منها الموكب الملكي رافعين الأعلام المغربية والأمريكية، وملوحين بصور جلالة الملك، وهم يرددون شعارات تدعو بالنصر والتمكين لجلالة الملك ولكافة العائلة الملكية. "عاش الملك"، "عمر مديد لجلالة الملك"، "مغاربة أمريكا يجددون البيعة والولاء للملك" و"مجندون وراء ملكنا المحبوب" و"الصحراء المغربية" هي من بين الشعارات التي تضمنتها لافتات كبيرة بالألوان الوطنية رفعها أفراد من الجالية المغربية المقيمة بأمريكا الشمالية. وقال محمد كمال عبد الإله رئيس "منظمة الجالية المغربية الأمريكية"، الموجود مقرها بولاية فرجينيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه "لمبعث فخر واعتزاز لنا" أن نحضر لاستقبال جلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن "ملكنا لرجل دولة عظيم يحظى بالاحترام في العالم بأسره"، معربا عن "اعتزازه" بهذه الزيارة الملكية لكونها "ستعزز صورتنا بالولاياتالمتحدة". "لحظات مفعمة بالعواطف والبهجة" تلك التي طبعت "لحظة اللقاء المتجدد لجلالة الملك برعاياه الأوفياء المستقرين بالقارة الأمريكية. ومنذ الإعلان عن الزيارة الملكية من طرف الناطق باسم القصر الملكي والبيت الأبيض، هب العديد من أفراد الجالية إلى المصالح القنصلية المغربية بالولاياتالمتحدة وكندا من أجل حضور الاستقبال. ويرى عدد من المغاربة الذين حلوا بالقرب من قاعدة أندروز أن زيارة جلالة الملك محمد السادس تكتسي طابعا "تاريخيا"، معربين عن اقتناعهم بأهميتها الكبرى في تعزيز العلاقات العريقة والمتميزة بين الأمتين. وأشار إبراهيم نشيخ، رئيس الجمعية المغربية الأمريكية لشمال أمريكا (أمانا)، أن هذه "الزيارة المباركة" تشي بآمال ووعود كبيرة كما تفتح "آفاق جيدة" بالنسبة للتعاون بين البلدين والشعبين. أما أبو بكر أبي السرور، موظف سابق بالبنك الدولي، ومؤسس مدرسة "أكاديمية ابن خلدون" بواشنطن، فقد أبرز لوكالة المغرب العربي للأنباء أن "زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة تكتسي بعدا تاريخيا" بالنظر لكون واشنطن تعتبر المغرب حليفا استراتيجيا منذ أمد بعيد، لا سيما على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية. وأكد السيد أبي السرور أن العلاقات المتميزة القائمة بين الولاياتالمتحدة والمغرب ما فتئت تتعزز مع مرور السنين بفضل تطابق الرؤى ووجهات النظر بخصوص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مسجلا أن هذه الزيارة من شأنها أن تعطي دفعة جديدة لدينامية التعاون على جميع الأصعدة. وأشار في هذا الصدد إلى الدور الرئيسي الذي يمكن أن يلعبه أفراد الجالية المغربية المستقرة بالولاياتالمتحدةالأمريكية للمساهمة في تعزيز هذه العلاقات الثنائية وفق روح الشراكة والالتزام. وأبرز أنه بفضل الرؤية المتبصرة وقيادة جلالة الملك أصبح المغرب نموذجا بالنسبة لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معتبرا أنه يتعين على الولاياتالمتحدة مواصلة دعم المملكة في خطواتها الإصلاحية التي تقوم على فضائل السلم والاستقرار. في السياق ذاته، أشار شارل دحان، نائب رئيس جمعية الطائفة اليهودية المغربية، إلى الطابع "الهام جدا" للزيارة الملكية من أجل تعزيز الشراكة الاستثنائية القائمة بين البلدين.وأضاف أن "المغرب أصبح يضطلع بمكانة هامة على المستوى الدولي بفضل الدور الريادي لصاحب الجلالة"، مسجلا أنه في ظل هذا السياق "تكتسي الزيارة الملكية أهمية كبرى". كما أشار إلى المكانة الفريدة من نوعها للمملكة مقارنة مع بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تحاول اقتفاء أثر المغرب باعتباره نموذجا يحتذى به، معربا عن أمله في أن تساهم الزيارة الهامة في "تعزيز الاحترام على الصعيدين الأمريكي والدولي". ومن جهة أخرى، قال معتصم مرزاق، مدير وكالة أسفار بواشنطن، أن الزيارة الملكية لواشنطن تمثل خطوة إضافية هامة في مسار العلاقات المغربية الأمريكية المتميزة، معربا عن أمله في أن يشكل أول لقاء للرئيس باراك أوباما مع جلالة الملك مناسبة لتعزيز العلاقات الثنائية على جميع المستويات. كما أعرب عن اعتزازه وفخره بالتقدم الذي حققه المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا بالإصلاحات السياسية والديمقراطية التي انخرطت فيها المملكة، والتي جعلتها تضطلع بدور ريادي على صعيد المنطقة العربية، مؤكدا استعداد الجالية المغربية للانخراط في هذه الدينامية والدفاع عن سيادة المملكة ووحدتها الترابية.