نظمت مجلة صوت الطفل التي تديرها رئيسة نادي كتاكيت اذاعة ام اف ام سوس”ايمان بكري” باحد الفنادق باكادير وبتنسيق مع لجنة الطفولة لرابطة انصار الحكم الذاتي بالصحراء، حضر الندوة مجموعة من الفعاليات الإعلامية والإذاعية والثقافية لاغناء النقاش حول دور الإعلام في تنمية قدرات الطفل باعتبار ان الاعلام رسالة مقدسة ونبيلة ليست أمورا ثانوية تعكس الاهتمامات، بل هي حاجة سيكولوجية تنشا عن التربية التعاملية والتواصلية القائمة بين المكون الإعلامي والطفل ، كعنصر يعتبر من الدعامات الأساسية في بناء أي مجتمع من المجتمعات شريطة ان يكون لهذا الكائن البرئ دور أساسي في الحياة العامة. وكانت اول مداخلة لصاحبة الفكرة “ايمان بكري” لكونها تنشط وتتفاعل مع قضية الطفل في كل أنشطتها ،مركزة على ان الطفل محور اساسي في كل بناء مجتمعي صالح طواق الى تثمين روابطه الوجدانية والروحية والأخلاقية، وعليه تقول ايمان بكري : يجب الإحاطة بقضاياه بكل مسؤولية وإخلاص وأمانة دون التفريط في الاعتناء به تعليما وصحة وتربية وفنا ، لأنه عنصر واعد مكون للأجيال الحالية والقادمة. ومن جانب اخر ، حضرت الصحافة المكتوبة في شخص” محفوظ ايت صالح” صحفي بجريدة المساء ، حيث أجرى مقارنة بين الطفل في الحقب الماضية والطفل في الزمن الحاضر، لما حصل من تطور وتغيير عميق وجدري في اسلوب ونمط التعامل والعيش لذى الطفل لما تجسده العديد من القوانين والنصوص الحمائية للطفل ، وتوفر له الضمانات الكافية لينعم بشخصيته ويشعر بانسانيته بعيدا عن الممارسات السلبية ، التي كان يعاني منها في الحقب الماضية ،من استغلال واضطهاد واحتقار وتهميش وجهل، وأصبح الطفل الان يعيش دينامية حياتية وحرية في الفكر والتعبير عن مشاعره ورغباته في نطاق المكتسبات الموروثة، من تماسك اسري محافظ مهتم بالطفل تربويا واذبيا وخلقيا وانتمائيا، رغم وجود تأثيرات سلبية قد تجر الطفل الى متاهات خطيرة، تاثر سلبا على نمط التفكير والسلوك لذا الطفل اذا لم يتم توظيفها فيما هو نفعي وايجابي لصالح هذا الكائن الانساني. وما كان مثيرا في هذه الندوة هو التلقائية البريئة للطفل الواعد “خليل زايكو” الذي عبر وافصح بنبرة شعرية حسانية ذات الدلالات العميقة بالانتماء الى هذا الوطن والهوية حيث صرخ وصدح في شعره المقفى والموزون بلكنة حسانية معبيرة ليصل نداءه الى الضمير الانساني والمحافل الدولية وكل مهتم متحرر ينشد الحرية للطفل مطالبا بفك الحصار عن اطفال مخيامات الذل والعار بتيندوف المتهضدين والمغتصبين في براءتهم من طرف اجهزة القمع للبوليزاريو الذين يعملون من اجل طمس هويتهم وشحنهم بافكار عدائية سوداوية سواء داخل المخيمات او في بلدان تنتفي فيها لاالقيم الانسانية ، وزاد من صدق هذه الشاعرية للطفل زايكو انه من صلب اكبر الشعراء الحسانيين ” بلعيد ازايكو” من قبيلة ايت اوسى، ليترجم المثل القديم “هذا الشبل من ذاك الاسد”. وقبل اختتام الندوة تأثر الجميع بمداخلتي كل من الإعلاميتين المتألقتين باذاعة ام اف ام سوس ، الصحفية ” كريمة الحراتي” والصحفية “فتيحة الادريسي “، اللتان عبرتا بالحضور والفعل والكلمة عن مدى اهتمامهما بالطفل والطفولة في كل مواقفهما سواء في برامجهما وفي انفتاحهما على الطفولة من خلال التواصل مع الطفل في حلقات برامجهما ، الأولى راديو موم ” والثانية أي فتيحة الادريسي “نون النسوة” وهي برامج تعبر بصدق عن الامومة روحا ووجدانا وعاطفة . وانتهى اللقاء باشراك جميع الحضور في النقاش المستفيض تعبيرا عن اهمية الندوة وموضوعها ، في انتظار ما سياتي في الندوات المبرمجة لاحقا من طرف لجنة مجلة صوت الطفل التي تتوعد بفتح اذاعة اليكترونية على موقعها على الانترنيت تخدم مصلحة الطفل .