أكدت دراسة أجراها كلٌّ من الدراسات الاستراتيجيَّة والدوليَّة، والمؤسسة الدوليَّة للشباب، بدعمٍ من "هيلتُون وورلدْ وايدْ"، أدرجتْ الشباب المغربِي فِي المرتبة العشرين، بين البلدان الثلاثِين، مظهرةً تشاؤمهُ إزاء الفرص المتاحة أمامه، ومشاركته باعتباره مواطنًا، وولوجهُ إلى التكوين، حيث تذيلَ المغربُ التصنيف الدولِي من حيث رضا شبابه عن التكوين، وحلَّ فِي المرتبة السابعة والعشرين من أصل 30 دولةً، ضمن المؤشر. الشبابُ المغربيُّ مستاءٌ أيضًا إزاء الفرص الاقتصاديَّة المتاحة أمامه، فجعلهُ رضاهُ، في المرتبة 26 من أصل ثلاثين بلدًا، على معيار الفرص الاقتصاديَّة، التِي تشكلُ أبرزَ أعمدة السعادة لدَى الشباب، وفقَ التصنيف، فِيما حلَّ في المرتبة 13 من 30، على مؤشر الرضَا عنْ الصحَّة، أمَّا في مؤشر الشعور بالأمان فكانَ فِي تصنيفٍ لا بأس به، حيثُ حلَّ في المركز الحادي عشر من أصل ثلاثين، ومن حيث الرضا على درجة الولوج إلى التكنلوجيا والمعلومة، تبوأ الصفِّ السادس عشر من ثلاثين. صدارةُ التصنيف الذِي قاسَ مدَى السعادَة في صفوف الشباب، فِي ظلِّ تحدياتٍ كبرى تواجهها دول العالم على مستوى الإدماج في سوق الشغل وتأمين الفرص، آلت إلى أستراليا، التِي حلت في المرتبة الأولى، يليها الشباب السويدِي ثانيًا، ثمَّ شباب كوريَا الجنوبيَّة فِي مركزٍ رابع، فِي حِين جاء الشبابُ السعودِي، في المرتبة التاسعة، وإنْ كانَ أكثر الشباب استياءً من حيث مشاركته كمواطن، فِي مقابل رضاه الكبير عنْ الخدمات الصحيَّة التي يستفيدُ منها. الشبابُ الأردنِي كانَ أكثر سعادةً من نظيره المغربِي، وحلَّ في المرتبة السابعة عشرة، وكان من أكثر الشباب العربِي، المشمول بالتصنيف رضا عن الفرص الاقتصادية المتاحة أمامه، كما كان الأكثر إحساسًا بالأمان، بالرغمِ من الاضطراب الذِي يحيطُ بالبلاد الواقعة على تماسٍ مع إسرائيل وسوريا والعراق. أمَّا أتعسُ الشبابِ النيجيريُّون والأوغنديُّون والتنزانيُّون. وعربيًّا، كان الشباب المصرِي، من أكثر الشباب العرب المشمولين بالتصنيف تعاسةً، وذلكَ بالحلول في المرتبة الرابعة والعشرين. وترى الدراسةُ، الصادرة حديثًا، أنَّ شريحة الشباب التِي تشكلُ ربع ساكنة العالم، لا تزالُ طاقاتها غير موظفة على النحو المطلوب، لافتةً إلى أنَّ الشابَ لا يؤثرُ على نفسه فقط حينَ يجتاحهُ شعورٌ بعدم الرضا، وإنمَا يؤثرُ على المحيطِين به، وقدْ يبثُّ في نفوسهم الإحساس ذاته، الذِي قدْ ينزلقُ بهم إلى براثين الجريمة. عدم رضا الشباب، في اللحظة الراهن، عن الواقع المعاش، وإنْ بدرجاتٍ متفاوتة بين بلدٍ وآخر، يبرز، كما تخلصُ إلى ذلك الدراسة، ضرورةَ الانكباب على نقاط استياء الشباب والاشتغال عليها من قبل كل الفاعلِين، سيمَا أنَّ شباب العالم الذين يتراوحُ عمرهم اليوم، بين 10 و24 عامًا، يبلغُون من حيث العدد 1.8 مليار نسمة، أيْ أكبر جيلٍ من الشباب عددًا، فِي تاريخ البشريَّة.