صباح يوم السبت 15 مارس 2014 توجهت بعثة عن النقابات الدولية للفلاحين من كل من فلسطينفرنساتونسالسنغال والمغرب لتفقد بعض مواقع شجر الأركان واحوالها المزرية بمنطقة تالعينت بجماعة القليعة حيث تبين ومن خلال ارتسامات شخصيات البعثة أن هناك خرقا للقانون البيئي الذي ينص على الحفاظ على شجرة الأركان لكونها شجرة متميزة جدا ونادرة والتي لاتوجد على مستوى العالم الا بالمغرب ، بسبب تعرض غاباتها للتلوث والزحف العمراني، مما يجعل هذه الشجرة التي تعتبر رمزا ثقافيا للمنطقة معرضة لخطر الانقراض. ويقول قاسم بلواد رئيس التنسيقية التي تشكلت للتعبئة ضد المخاطر التي تتهدد شجرة الأركان في منطقة القليعة، إن شجرة الأركان تشكل رمزا ثقافيا لمنطقة سوس جنوب المغرب. ولوح بلواد ، بالقيام بوقفة احتجاجية إذا لم تجد أصوات المطالبين بحماية غابات الأركان آذانا صاغية،وعبرت في بيان لها عن قلقها على مصير شجرة الأركان في ظل الاستغلال المفرط والتلوث الذي يسببه إفراغ النفايات في غاباتها. وتضاف إلى تلك العوامل -حسب الخبراء- مجموعة من العوامل البيئية كالتصحر والجفاف، علاوة على تعرضها المستمر لعمليات القطع بسبب الخصائص المميزة لخشب شجر الأركان، والمتمثلة في ارتفاع درجة حرارته عند الاحتراق وبقائه مشتعلا لمدة طويلة بما يغري الحطابين بقطعه. وتقلصت المساحة الإجمالية لغابات الأركان في المغرب من مليون ونصف مليون هكتار خلال العقود الماضية إلى أقل من 828 ألف هكتار حاليا، وهو ما يجعلها تدخل ضمن الأشجار المهددة بالانقراض. و نددت مجموعة من الجمعيات المدنية بجماعة القليعة عمالة انزگان ايت ملول باستمرار إعدام شجرة الأرگان بهذه المنطقة، وأكدت الجمعيات في رسائل موجهة للسلطات المعنية أنه سبق لشركة العمران اقتلاع1200 شجرة وهي بصدد ارتكاب عملية إعدام 10000 شجرة أرگان على امتداد 120 هكتار من أجل توسيع إحدى التجزئات بجماعة القليعة ،رغم ان جماعة القليعة لا تتوفر على متر مربع من الحدائق العمومية وان ساكنة المنطقة تجد في غابة الاركان المتنفس البيئي الوحيد لها رغم افتقارها لادنى شروط العيش الكريم في ظل سوء التسيير الذي تعرفه جماعة القليعة حسب تصريح قاسم بلواد رئيس التنسيقية. وأكدت الهيأة الوطنية لحماية المال العام في رسالة مفتوحة للوزير الأول السابق عباس الفاسي، أن هذه العملية تعتبر إبادة وجريمة نكراء واستنزافا للثروة الغابوية الوحيدة بهذه المنطقة، وسيرا ضد التوجهات الملكية التي تعلي من قيمة الشأن البيئي، وتتعارض مع مضمون الخطاب الملكي ل 20 يوليوز، والذي أكد فيه الملك محمد السادس على أهمية هذه الشجرة المباركة، حيث دعا إلى المحافظة على الرصيد النباتي والغابوي ولاسيما شجرة الأرگان، باعتبارها ثروة فلاحية مغربية أصيلة ومن مقومات منظومتنا الأيكولوجية. وأشارت الهيئة إلى أن منظمة اليونسكو جعلت من شجرة الأرگان إرثاً غابوياً للإنسانية، لما لها من خصائص فريدة جعلت ساكنة الجنوب المغربي تمنحها مكانة خاصة. وتغطي الشجرة الفريدة 71% من الغطاء النباتي بمنطقة سوس ماسة بالمغرب. وطالبت الهيئة الحكومة بالعمل على منع احدى المؤسسات من اقتلاع 8000 شجرة بمنطقة تلعينت وحماية كافة أنواع الأشجار، الأرگان والنخيل بهذه المنطقة الغنية بثرواتها الطبيعية. وتطرقت الهيئة إلى من أسمتهم «المنهشين العقاريين» المستظلين بلوبي الفساد، والذين لهم القدرة على اختراق كافة القوانين والتوجهات التي يسير فيها المغرب رسمياً. ويذكر أن شجرة الأرگان من الأشجار الصنوبرية، والتي تعيش عدة قرون ولها فوائد صحية مهمة، إذ تعمل على خفض نسبة الكولسترول وتحد من أمراض القلب… فهل تتغلب إرادة حماية البيئة، أم ينتصر مقاولو البناء في توجيه طعنة قاتلة للبيئة المغربية؟