رغم المجهودات التي تبدلها الدولة ووزارة الصحة في إطار الحد من نسبة وفيات الأطفال والأمهات أثناء الوضع، فإن الأرقام لا تزال مرتفعة نتيجة لعدة أسباب من بينها الإهمال الطبي، كما حدث لمولودة إبننا البار( ه.ع) بتاريخ 14/02/2014 والتي شاءت الأقدار أن تكون أول ضحية بالمستشفى الإقليمي لسيدي إفني برسم هذه السنة، ولولا ألطاف الله للقيت الأم نفس المصير. فحمل الأم كان طبيعيا وهذا ما تؤكده صور جهاز الصدى(échographie) منذ الثلاثة أشهر الأولى من الحمل 20/08/2013 وما بعدها 26/09/2013، 25/12/2013 ومارافقها من تحاليل طبية إلى غاية 30/01/2014 حيث أجري فحص آخر بالصدى بإلحاح من الزوج والزوجة التي أحست بألم حاد في الجانب الأيمن من البطن، قامت به مشكورة طبيبة مختصة في الأشعة بالمستشفى الإقليمي تبين خلاله أن المشيمة متحجرة يمينيا (placenta calcifie pen droit)، وبتاريخ 12/02/2014 قام الزوجان بزيارة طبيبة النساء والتوليد بنفس المستشفى، حيث طلبت منهما تحديد تاريخ آخر طمث وبعده مباشرة قالت للزوجة (شهرك هذا أللا) دون إجراء أي فحص سريري (examen clinique)، ولامراجعة ملفها الطبي بعد تنبيه من الزوج، مكتفية فقط بوصفة طبية لتسريع عملية الوضعspasfon suppositoire ) وعلى ظهر نفس الوصفة الطبية أشارت بإجراء فحص من طرف المولدات بمصلحة الولادة. وفي مساء نفس اليوم بدأت آلام المخاض بعد وضع تحميلة واحدة suppositoire ،وازدادت في صبيحة اليوم الموالي 13/02/2014 بعد وضع التحميلة الثانية،حيث تم نقلها بعد الزوال إلى مصلحة الولادة بنفس المستشفى، فقامت المولدة بإجراء فحص سريري وفي حدود الساعة الخامسة مساء حضرت الطبيبة المختصة في التوليد إلى قاعة المعاينة مكتفية بقولها جيتي) ثم انصرفت. وفي الساعة الحادية عشرة والنصف من نفس اليوم اشتد المخاض وازدادت معه معاناة الجنين souffrance néonatale فانخفضت نبضاته تدريجيا BCF،مافاقم معاناة الأم بشكل رهيب حيث تم دعمها بكمية إضافية من الأكسجين oxygénothérapie على مستوى الأنف، وهو مادفع بالمولدة إلى إحداث شق طولي صغيرépisiotomie من أجل إخراج الجنين الذي كان أزرق اللون والحبل السري ملتف حول عنقه مرتين، ورغم المجهودات المبذولة من طرف تقني التبنيج والتخدير وطبيبة المستعجلات إلا ن المولودة تبين أنها ولدت ميتة mort-ne,APGAR02/00، بعد منتصف الليل بعشرين دقيقة في غياب كلي لطبيبة النساء و التوليد . وفي صبيحة اليوم الموالي 14/02/2014 طلب الزوج استصدار شهادة وفاة المولودة من أجل إعداد الوثائق اللازمة للدفن، ففوجئ بتأخر طبيبة النساء والتوليد مما دفعه إلى التوجه صوب الطبيب( مدير المستشفى الإقليمي بسيدي إفني) لمنحه شهادة الوفاة حتى لا يتم نقلها إلى مستودع الأموات . وفي حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا قامت الطبيبة المذكورة أعلاه بزيارة تفقدية لقاعة المعاينة حيث خاطبت الأم (ولدتي، العام الجاي إن شاء الله بحال هد الوقت ندرليك الفتيح) ثم كتبت لها وصفة طبية تاركة الأم في حالة نفسية وجسدية لا تحسد عليها أمام أم حديثة الولادة وأخريات مقبلات على الوضع. فرغم هذا المصاب الجلل فإن أسرة همام بسيدي إفني أولا: تتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من: طبيبة الأشعة والمولدتين وتقني التبنيج والتخذير وطبيبة المستعجلات على تفانيهم في العمل ومجهوداتهم المبذولة. ثانيا تدين الإهمال الناتج عن طبيبة النساء والتوليد بالمستشفى الإقليمي لسيدي إفني، مستنكرة في ذات الوقت تصرفاتها اللا أخلاقية من خلال عبارات الاستهزاء الصادرة عنها. ثالثا تعلن عن تضامنها مع باقي ضحايا هذه الطبيبة، كما تطالب بالتدخل العاجل من أجل إيقاف هذا النزيف. رابعا دعوتها الأحزاب السياسية والنقابات وجمعيات حقوق الإنسان وهيآت المجتمع المدني إلى تحمل مسؤولياتها فيما يتهدد حق الأمهات والمواليد في الحياة . أسرة همام سيدي افني في 23 فبراير2014