وجد فقيه من حفظة القرآن الكريم، انحرف عن خط التعاليم الإسلامية السمحاء ليتخذ من السحر والشعوذة وسيلة للكسب السريع، نفسه أسير حكم قضائي سيجه بأربعة أشهر حبسا نافذا رفقة خادمة تعمل بإحدى دور الضيافة. بداية سقوط الفقيه من برجه العاجي، انطلقت مع تعرض رجل أعمال يشتغل بالمجال السياحي بالمدينة لتسمم، استوجب إخضاعه لعملية غسل أمعاء، لتخليصه من المواد المضرة التي تجرعها في غفلة منه، مع تحديد مدة عجزه في 30 يوما وفقا لشهادة طبية. التوعك الصحي الطارىء نبه الرجل لما يحاك ضده من مؤامرات بطلتها الرئيسية الخادمة المكلفة بتنظيف الشقق المفروشة التي يديرها بمراكش، ما مكنه من العثور واكتشاف بعض وسائل الشعوذة من طلاسم وحروز بمقر إقامته. وجهت أصابع الاتهام للخادمة المزدادة سنة 1991، والتي أقرت واعترفت في محضر أقوالها لدى الضابطة القضائية بتورطها في الأمر، واستعانتها بخدمات فقيه لا يشق له غبارللتأثير على رب عملها، حيث سلمت للمعني صورة فوتوغرافية لمشغلها وبعض المتعلقات الأخرى، بغية استخدامها لتحقيق رغبتها. بعدها قام الفقيه بتسليمها بعض الطلاسم والشموع وكذا حجاب،وحدد كيفية استعمال هذه المواد وتسخيرها لنيل المراد والمطلوب، فقامت بغطس الحجاب في كوب شاي ساخن،لإشباع سائله بما تضمنته الورقة من كتابات وطلاسم،ومن ثمة وضع الفنجان ومحتوياته على طاولة المشغل. أكدت المعنية أن كل هدفها من العملية هو التأثير على صاحب العمل وكسب تعاطفه وعواطفه،وجعله غير قادر على مفارقتها، في أفق ضمان استمرارها في العمل وعدم الاستغناء عن خدماتها، مع النفي القاطع لأية نية لها في تسميمه والنيل من قدراته الصحية. بانتقال عناصر الشرطة لمنزل الفقيه بدرب أيت باها بحي سيدي يوسف بن علي بمراكش،الذي يتخذه وكرا لاستقبال زبوناته وإحاطتهن بمهاراته في السحر والقدرة على تحقيق الرغبات والأماني،سيتم ضبط المعني متلبسا بالجرم المشهود،وهو بصدد القيام بأعمال دجل وشعوذة رفقة ثلاث نساء، مع حجز ومصادرة بعض المواد والمعدات المسخرة في هذا النوع من النشاط،عبارة عن بعض العلب التي تمت تعبئتها بالصمغ المستخدم في الكتابة، وبعض أقلام القصب وألواح خشبية، إلى جانب أوراق معدة للكتابة عليها. كشفت التحقيقات مع الفقيه المتهم بكونه مزدادا سنة 1956، ويتحدر من مدينة أيت أورير،متزوج وأب لسبعة أبناء يقطن بالمنطقة السكنية الجديدة المحاميد، ويستعمل المنزل بسيدي يوسف بن علي كمقر لعمله غير المشروع، حيث يتخذ من الشعوذة والسحر وسيلة للكسب وتحصيل مبالغ محترمة، كما كشفت التحقيقات كذلك،عن كون المتهم قد سبقت إدانته بعقوبة سجنية، في قضية تتعلق بانتهاك حرمة الموتى. الخادمة التي لا يتجاوز مستواها الدراسي التاسع إعدادي، وجدت نفسها كذلك أسيرة تهمة إضافية، بعد اتهامها من طرف مشغلها بالسرقة والاستيلاء على مبلغ مالي حدد في 40 ألف درهم، وبعض الأفرشة والأمتعة والملابس، وهي التهم التي نفتها جملة وتفصيلا ، مع التأكيد على أن تحوزها على القرص المدمج الذي يخص ابن الشغل، والذي ضبط بحوزتها، كان برغبة الاطلاع على محتوياته وليس غير، وأنها كانت تنوي إعادته لمكانه قبل أن تفاجأ باعتقالها والتحقيق معها. تمت متابعة الفقيه والخادمة بتهمة ممارسة الشعوذة، وإحالتها على أنظار العدالة في حالة اعتقال،ومن ثمة إدانتهما بالعقوبة السجنية المومإ إليها.