أتساءل لماذا لم يتم اعتقال كل المواطنين والمواطنات الذين يستمعون للموسيقى والذين يلعبون ويصنعون الآلات التي سماها من نصبوا أنفسهم وصات على البشر مزامير الشيطان؟ أتساءل أيضا هل توجد في مغربنا قوانين تجرم هذه الأفعال التي حرمها أمثال بعض من يدعي معرفة الدين الحنيف؟ قد لا نكون بعيدين عن الحقيقة إذا جزمنا أن معظم المغاربة ذكورا وإناثا يستمتعون بالرقص وبالموسيقى وآلاتها المختلفة وفي مناسبات مختلفة بما فيها الدينية. والغريب في الأمر أننا لم نسمع أن أجهزة الدولة المعنية لم تعتقل أحدا بتهم هذا الاستمتاع "المحرم" أيعني هذا أن الدولة المغربية تخلت عن الاسلام وأصبحت كافرة لأنها لا تنفد الحدود على مرتكبي جرائم هذا الاستمتاع الذي يعتقد بعض من يدعي المعرفة الدينية أنه حرام؟ عرف نبه الله داوود بالمزامير وترنيماتها في غاية الموسيقى يتجلى فيها الحب الالهي وجمال الكلمات لمن قرأها أو استمع إليها مع العلم أن التحريف قد لا يستبعد في انشائها.والمسلمون لا يفرقون بين أنبياء الله ورسله وكتبه. والنبي صلى الله عليه وسلم (صلعم) ثبت في كتب الأحاديث والسير التي دونت بعد وفاته بمئآت السنين أنه لم يحرم الموسيقى والرقص وضرب الدفوف والشعر وقد اختلطت النساء بالمجاهدين وضمدن جروحهم وهيأن لهم الطعام وووو….بالاضافة، هناك في المجتمعات الاسلامية شيوخ قد حرموا جميع أنواع ما سموه مزامير الشيطان وما الشيخ بن باز ببعيد في السعودية وكثير مثله كفروا ويكفرون المغنيين والموسيقى وحتى تلحين القرآن وتجويده. ومع هذا فإن أهل مكة والحجاز معروف عنهم سهراتهم في الاستمتاع بالعود والرقص ناهيك عن بقية الجزيرة العربية وكل العالم الاسلامي بل في كل المجتمعات البشرية. هل كل هؤلاء منغمسون في المحرمات؟ وهل شيوخ التحريم وحدهم هم الذين لديهم علم اليقين بهذا التحريم؟ ثم كيف نفسر سكوت أئمة مساجدنا في المغرب والبلدان الأخرى حتى انتشرت أنواع كثيرة من التعابير الموسيقية الفردية والجماعية مثل أحواش وأجماك(التراث الأمازيغي) والعرضة والزجل والأمداح النبوية وغير النبوية؟ أنحكم على تسامحهم بالكفر أو بالتقصير عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنهم لا يعرفون مقاصد الشريعة التي يحتكرها شيوخ التكفير؟ الطالبان في الحكم وخارج الحكم كجماعة اسلامية حرموا الموسيقى وحاربوا ويحاربون أهلها، أهم من يجب الاقتداء بهم؟ وإذا سخر الله وفتح صدور جميع البشر إلى الإسلام من سيتولى نزع سلاح الموسيقيين وجميع آلاتهم بما فيها حناجرهم الرقيقة والغليظة؟ أما المصانع والمواد المستعملة كيف سيكون مصيرها ومصير الذين جعل الله فيها رزقهم؟ وهل يقبل رب العالمين محو تراث الشعوب الفني الذي ألهمهم أليه للتنفس عن أنفسهم فقط لإرضاء من لا يعتبره آية من آيات الله في خلقه؟ أنا متأكد أن شيوخ التكفير والتحريم يملكون الحل وهو في مضمون ما صرح لي به أحد الطلاب السعوديين الذي عاد من الجهاد في أفغانستان. لقد أثير موضوع الموسيقى في أحد الدروس التربوية وجرمنا جدلا كل أنواع الموسيقى ووصلنا إلى الموسيقى العسكرية خصوصا تلك التي تستقبل بها الدولة السعودية كبار الزوار ولم تعكس المجون والعواطف الرقيقة وحرمها الطالب أيضا و ذهب بعض الطلاب ومعهم كاتب هذه السطور إلى السؤال هل يعقل أن تقوم الدولة بما يتنافى مع الشريعة الاسلامية وهي التي تأخذ القران دستورا لها؟ جواب الطالب بدون تردد هو السؤال التالي: وهل من يسمح بالبنوك الربوية يتبع الاسلام؟ قلنا: طيب يا سيدي مع التحفظ طبعا، وطرحت أخر سؤال: ما قولك في تأثير الموسيقى على المجاهدين في جبهات القتال مع المشركين والكفار ألا يمكن أن نرى فيها فضلا وزيادة الحماس علما أن الحرب خدعة؟ "لا، لا أبدا ، التكبير جماعة وجهرا بأعلى الاصوات والضرب بالأرجل على الارض هو الواجب الشرعي وكفى، حرام استعمال الآلات". وكان جوابا كافيا لبيان ما يريد شيوخ التكفير فرضه على الجميع. يتبين أن قضايا التحريم والتحليل والتكفير والتكريه مرتبطة بتصورات المحرمين والمكفرين وهي لا تتجاوز كل ما يتهيأ لهم أنهم قادرون على قيادته وكل ما لا يستطيعون ولوجه ولا يفهمونه فهو حرام وقد حرموا الراديو والتلفزة حتى تحكموا منها وهكذا دواليك. المصيبة أن الا نظمة في المجتمعات الاسلامية ما تزال مترددة في وضع حد لتجاوزات وتطفل هكذا عقليات على دين السلام ودين محبة الخير لجميع البشر الذين سئموا ارهابهم وقمعهم لعقليات الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله. ملاحظة: آمل ان يتحلى قراء هذه الخلجات بالصبر ويكفوا الناس شر أحكامهم ومحاسبتهم ويتركوا بعض المجال للذين يحبون الخير للبشر وللمسؤولين رسميا عن هكذا أمور. الدكتور عبد الغاني بوشوار