لمساعدة المقبلين على اجتياز المقابلة الشفوية لولوج المراكز الجهوية للتربية و التكوين، وتبديد القلق الذي عادة ما يصاحبهم قبل موعد الاختبار الشفوي، نقدم لهم بعض النصائح و الإرشادات و بعض المعلومات والتقنيات التي من شأنها تغيير مسار المقابلة، وبالتالي اجتيازها بنجاح. أملين أن تكون لهم هذه النصائح خير سند ومعين للاستعداد الجيد للمقابلة الشفوية. كما سنحاول في هذه الورقة الموجزة الإجابة على بعض الأسئلة التي تأرق بال المترشحات والمترشحين والتي على رأسها: كيف يمكن أن أستعد جيدا للمقابلة الشفوية (التهيئة والإعداد النفسي والعملي للمقابلة) ؟ عن ماذا تبحث لجنة المقابلة؟ ما هي نماذج الأسئلة التي يمكن طرحها على المترشح (ة) خلال المقابلة؟ 1 – سر إنجاح المقابلة الشفوية: التحضير القبلي والإعداد المسبق. يعتبر النجاح في الامتحان الكتابى لولوج المراكز الجهوية للتربية و التكوين الخطوة المهمة الأولى. فالمطلوب من المرشح (ة) في هذه المرحلة هو العمل على الاستعداد الجيد لاجتياز المقابلة الشفوية من أجل تقديم أفضل عرض ممكن عن قدراته وإمكانياته والبرهنة على أحقيته في النجاح. فالمقابلة هي الخطوة الحاسمة التي تسمح للجنة الاختبار الشفوي بمعرفة ما يتمتع به المرشح (ة) من إمكانيات، وكيف يمكن أن يوظفها في مجال التربية و التعليم. كما تمكن من تكوين انطباع أولي عن شخصيته، وكذا تقييم قدراته ومهاراته ومدى استعداده للتكيف مع الوضعيات المختلفة. إضافة إلى ذلك، يتم استخدام المقابلة الشفوية لتدقيق اختيار المرشح الأمثل، بواسطة الكشف عن مدى تطابق إمكانيات المرشح (ة) مع مهنة التدريس. وكذا للتعرف على الدوافع الحقيقية للمرشح (ة ) للالتحاق بقطاع التربية و التعليم. وتأسيسا على ذلك، فالمقابلة الشفوية لا يمكن أن تكون مرتجلة، بل تتطلب الإعداد والتحضير القبلي . فالمترشح (ة) للمقابلة الشفوية تتقاذف وتتصارع في ذهنه مجموعة من الأفكار والتوجسات والتخوفات وهذا أمر طبيعي، الشيء الذي يتطلب منه مواجهتها والتغلب عليها بالتحضير المسبق و الاستعداد الجيد. 2 – عن ماذا تبحث لجنة المقابلة: النجاح في الامتحان الكتابي ليست كافيا لتكوين فكرة عن المهارات والإمكانيات الحقيقية التي يتوفر عليها المترشح(ة) لولوج المراكز الجهوية للتربية و التكوين . وعلى هذا الأساس، تسعى لجنة الاختبار الشفوي إلى اختيار المرشح(ة) المناسب الذي يتوفر على المهارات والخبرات المطلوبة، ويمتاز بشخصية قوية تتكيف بسرعة مع ظروف وخصوصيات العمل بمجال التربية و التعليم (مهمة التدريس، العلاقة مع مختلف المتدخلين: التلاميذ، الأساتذة، الإدارة، الأمهات والآباء ….) فالمميزات الإنسانية مطلوبة و محبذة للمقبلين على مهنة التعليم، فلجنة المقابلة الشفوية تبحث عن اكتشاف السمات والصفات الشخصية المميزة، من خلال اختيار مترشح(ة) ذو شخصية تتسم بالصفات الإنسانية وتتمتع بذوق رفيع، وتربية راقية، وله دوافع وحوافز ذاتية مقنعة .كما تعمل لجنة الاختبار الشفوي أيضا على معرفة المزيد عن الجوانب الشخصية وجمع أكبر قدر من المعلومات عن المرشح(ة) ( المهارات، القدرات المعرفية و العملية ومعلومات عن الحياة الشخصية). إضافة إلى هذا، تحاول لجنة الاختبار الشفوي تقييم المعلومات والإمكانيات التواصلية والقدرات الشخصية للمرشح(ة)، اعتمادا على معايير وخصائص مضبوطة منها: الطاقة الشخصية، الحيوية، المهارات التحليلية ، القدرة على التعبير عن الأفكار شفويا ، القدرة على التواصل مع الآخرين، السرعة على اتخاذ القرارات و المبادرات وسهولة التكيف في الوضعيات الصعبة . وغالبا ما تكون المقابلة الشفوية عبارة عن وضعية عملية يحضرها المترشح(ة) تتوخى منها لجنة الاختبار الشفوي تقييم القدرات اللغوية و التواصلية (اللغة العربية و اللغة الفرنسية) للمترشح(ة) و مدى إلمامه بتكنولوجيا المعلومات و التواصل. وكذا قدرته واستعداده لممارسة مهنة التربية و التدريس ومدى تمكنه من مادة أو مواد التخصص. 3 – كيف يستعد المرشح (ة) للمقابلة الشفوية: هدفك الأساسي في هذه المرحلة هو إقناع أعضاء لجنة الاختبار الشفوي أنك خلقت لمهنة التربية و التعليم . وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك. حدد مهاراتك وصفاتك الشخصية: يجب أن تتعرف أولا على مهاراتك وصفاتك الشخصية : ما هي نقاط قوتك؟ كيفية يمكنك إبراز إمكانياتك ومعلوماتك في مجال التربية والتعليم ؟ كيف يمكنك إظهار أن مهاراتك الذاتية يمكن تكون مفيدة في مجال التدريس؟ وخاصة كيفية يمكنك إظهار قدراتك لتتميز عن باقي المترشحين؟ حلل جميع جوانب حياتك الشخصية والدراسية: لتكون الأفضل في الدفاع عن ترشيحك أمام لجنة المقابلة. امنح لنفسك الوقت الكافي لتقييم حياتك الشخصية ومسارك الدراسي، من خلال جرد ملخص لمسارك الدراسي مشيرا إلى محتوى التكوينات التي تلقيتها والدبلومات والشهادات المحصل عليها خصوصا تلك لها علاقة بمجال التربية و التعليم . وكذا المهارات والمعارف المكتسبة (التحكم في اللغات ،إتقان استعمال المعلوميات…) الأنشطة الموازية (الجمعيات، الرياضة، الترفيه، الهوايات…). حاول وصف نفسك بموضوعية: هل يمكنك التعامل مع الأطفال أو المراهقين بكل يسر؟هل تحب العمل في مجموعة ؟ هل تحب مهنة للتدريس؟ هل تقوم بالمبادرات بسهولة ؟ هل أنت أكثر استقلالا ، أم أكثر انضبطا ؟هل تتوفر على قدرات إبداعية ؟ إذا كنت لم تكون بعد فكرة عن شخصيتك، يمكنك طلب المساعدة من أقاربك أو زملاءك ليجيبوك عن : ما هي الصفات والمهارات التي تتميز بها ؟ ما هي الصورة التي لديهم عنك؟ ما هو انطباعهم حول شخصيتك؟ سوف تفاجأ أحيانا برأي الطرف الثالث ومعرفة الكيفية التي ينظر إليك بها الآخرون ، وهذا سيساعدك ولا شك على معرفة نفسك، ويمكنك بالتالي من إعداد نفسي أفضل للمقابلة الشفوية. لا تقلل من أهمية هذه المرحلة من التحضير للمقابلة. الوقت الذي ستخصصه لهذا التقييم الذاتي سيكون مفيدا للغاية. وسوف يجعلك أكثر اتساقا وانسجاما مع نفسك . ثق بنفسك من خلال منح القيمة لذاتك: لجذب انتباه أعضاء لجنة المقابلة، لا شيء أحسن من توضيح أفكارك بأمثلة ملموسة.لا تتردد في إعطاء أمثلة محددة عن مسارك الدراسي و مهاراتك وقدراتك المعرفية. من المحتمل أن تناقش اللجنة عيوبك أو فشلك.وهذا أمر عادي في المقابلات. فمن الطبيعي أن يكون لديك أخطاء . في المقابل، ألم يكن لديك أي نجاح في حياتك الشخصية ؟ لا تقلق ، أنت مثل أي شخص آخر. فاعلم أن أكثر ما يهم لجنة المقابلة، هو كيف تغلبت على الفشل وعلى الصعوبات التي صادفتك. اطلع ما يكفي من المعلومات المرتبطة بمجال التربية و التعليم : قبل إجراء المقابلة، تأكد من أنك قد اطلعت ما يكفي من المعلومات ذات الصلة بمهنة التربية و التعليم وخصوصا تلك المتعلقة بالسلك التعليمي الذي تترشح لمزاولة العمل به. ركز على المعلومات المرتبطة بمنظومة التربية والتكوين بصفة عامة (المستجدات التربوية، القضايا التربوية العامة، مراكز الجهوية للتربية و التكوين… ) وبمهمة التدريس وبمادة تخصصك بصفة خاصة (البيداغويجا المعتمدة، البرامج المناهج، الديداكتيك، القضايا التربوية الخاصة…) توقع سير المقابلة: على الرغم من أنه لا يمكنك أن نتنبأ بماذا سيقع في يوم المقابلة، إلا أنه في إطار التهيئة والإعداد النفسي للمقابلة، يمكن أن تقوم بتمرين افتراضي تحاول من خلاله توقع الملامح العامة والخطوط العريضة لما يمكن أن يقع يوم الاختبار الشفوي. بالطبع، لا يمكنك توقع كل شيء. فقد تسألك اللجنة سؤالا غير متوقع أو مثيرة للدهشة و الاستغراب. في هذه الحالة، حافظ على الهدوء وحاول ربح الوقت وأخذ مهلة للتفكير عن طريق إعادة صياغة السؤال بابتسامة. لاحظ أنه في هذه الوضعية، ليس الجواب المقدم للجنة هو المهم بقدر ما تفاعلك مع الموقف وطريقة تعاملك مع السؤال هو الأهم. والمفتاح الرئيسي في هذه الحالة هو أن تكون واثقا من نفسك و صادقا في أجوبتك. كن إيجابيا: خلال المقابلة، تجنب الأفكار السلبية. حاول اقتناص الموضوعات التي من خلالها يمكن تمرير رسائل لأعضاء اللجنة، فهدفك هو إظهار وإبراز الصفات والقدرات والمهارات التي ستمكنك بالتميز عن باقي المترشحين .ولهذا يجب عليك أن تكون هادئا، واثقا و إيجابيا . 4 – بعض الأسئلة التي عادة ما تتكرر خلال المقابلة: ● تكلم عن نفسك؟ ● لماذا اخترت مهنة التربية والتعليم؟ ● هل تظن أنك صالح لمهنة التدريس؟ ● لماذا اخترت ولوج المراكز الجهوية للتربية و التكوين ؟ ● ما هي المهام الأساسية المنوطة بالمدرس؟ ● ما طبيعة العلاقات التي تربط الأستاذ بالتلاميذ؟ ● ما هي الأدوار والوظائف التي يجب أن يقوم بها الأستاذ؟ ● ما هي الصفات والميزات التي يجب أن تتوفر في الأستاذ المثالي ؟ ● ما هي مواصفات الدرس الناجح ؟ ● ما هي أهم الوثائق التي يجب أن يتوفر عليها المدرس ؟ ● اذكر أهم المستجدات التربوية ؟ عبد الغفور العلام