منذ اليوم الموالي للسهرة الختامية لمهرجان تيفاوين قرأت العديد من المقالات والمساهمات الصحفية على أعمدة العديد من الجرائد الورقية وعلى صفحات العديد من المواقع الإخبارية بل وجالست العديد من الصحفيين والمشرفين على على بعض المواقع ، ولأني أحترم هذه الجرائد وكذا المواقع وأقلامها فقد قرأت جل ما كتب بحسن النوايا وخلت وأنا العارف بالكواليس أن كل ما كتب ينطبق على الواقع أو يصفه ، لكن مداد المقالات خيب الآمال والأماني وراح يبحث عن الهامش وهنا مربط الفرس ، فللهامش ولثقافة الهامش بعد إيجابي طالما كان للمثن معنى وفيض ، أما والمثن خاو ولا وظيفة إخبارية فيه فيتحول الهامش إلى توسل لملء فراغ . فأغلب المقالات لا تخبر ولا تصف لمن كان غائبا عن الحدث بل هي مجرد انطباعات بائسة لا ترقى الى التحليل والخوض في جوهر الأمور . تضيق بعض الكتابات بحروفها فيجد لها كاتبها متسعا في نقل حادثة جانبية بعيدة عن المهرجان وتفاصيله ، بل حاولت بعض الأقلام التأسد على القارئ وكتبت على زحف السلاح الأبيض الى أدرار وعلى ظهور الشذوش الجنسي بتافراوت ،وأرسلت أخرى خطابات ورسائل بعنوان أو بدونه . المثير للإهتمام هم أولئك " الصحفيون " المعتمدون من إدارة مهرجان تيفاوين لتغطية التظاهرة مستفيدين بذلك من الإيواء والأكل والتنقل ، فمنهم من لا يغادر غرفته المكيفة بالفندق إلا بعد غروب شمس تافراوت الحارقة ، و لا يحظر حتى الندوات الصحفية لفناني المهرجان ،هو في عطلة مدفوعة التكاليف في تافراوت بل إن بعضهم ممن له جرائد ورقية يجوبون شوارع تافراوت بحثا عن بعض الفاعلين الإقتصاديين والجمعويين عارضين خدمات أقلامهم مقابل حفنة من المال أو مقابل دفع تكاليف طبع العدد الجديد لجرائدهم . كنا نتوقع أن تكون مسابقة الفقيد إدريس أشكور للصحافة مناسبة لتكريم روحه تقديرا لما قدمه لأدرار وسكانه على امتداد سنوات عديدة ، لكن المنظمين لهذا الحدث خالفوا الموعد وكانوا بعيدين كل البعد عن المستوى الذي كان من المفروض أن تمر فيه هذه المسابقة فقد لاحظ العديد من المتتبعين الارتباك والانفعال الذي وصل حد التلفظ ببعض الكلام الفاحش من أحد أعضاء اللجنة المشرفة عن المسابقة قبل الإعلان عن نتائجها بلحظات ، وكيف أن العديد من الصحفيين والمشرفين على المواقع الإخبارية وخاصة المنحدرين من إقليمتيزنيت هموا بمغادرة السهرة بعض الإفصاح عن نتائج المسابقة مباشرة . الصحافة عندنا ما تزال تنشد الطريق وليس بها ما يعجب القارئ لا من حرفية الكلمة وبلاغتها ولا حتى من فن الإخبار وامتاع العقل بنقاش مستفيض . كنت أخالها كانت كذلك دوما إلى أن عثرت على نسخ لجريدة أدرار للصحفي الأستاذ حمزة عبد الله قاسم شفاه الله احتفظ بها المرحوم خالي محمد أكناو بين بعض أمتعته التي أرسلها إلى تمزيرت حتى لا تتضرر برطوبة الدارالبيضاء فإذا بي لا أستطيع أن أضعها جانبا دون تصفحها وقراءة كل ما فيها . وتعجبت كيف صرنا إلى هذا السقم المعرفي والإسهال اللفظي .. ونحن في موسم المهرجانات يمكنكم أن تأخدوا قلما وورقة لتسجلوا عدد المقالات الصحفية المحترفة وعدد العروض الراقية .. أرجو ألا تطلعوننا على الورقة فارغة .