في ظاهرة هي الأغرب على الإطلاق ولم تتكرر منذ عام 1404 فإن شهر رمضان قد يكون 28 يوما فقط هذا العام، حيث دعت المحكمة العليا السعودية الجميع إلى تحري رؤية هلال شهر شوال مساء يوم الثلاثاء وليلة الأربعاء 29 رمضان 1434، فإن لم تحصل الرؤية يتم تحرّيه مساء الأربعاء وليلة الخميس 1 شوال 1434 وكان نص إعلان المحكمة العليا كما يلي: «الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، فأخذاً بالسنة المطهرة واتباعاً للهدي النبوي، ونظراً لإكمال عدة شهر شعبان لهذا العام 1434 ه ثلاثين يوماً لعدم تقدم من يشهد برؤية هلال شهر رمضان المبارك لهذا العام بعد غروب شمس يوم الاثنين 29/8/1434 ه، فإن المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية ترغب من عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر شوال لهذا العام 1434 ه، مساء يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء 29 30 رمضان 1434ه فإن لم ير فمساء يوم الأربعاء 30 رمضان 1434 ه ليلة الخميس 1 شوال 1434 ه حسب تقويم أم القرى، الموافقين 67 أغسطس آب 2013 م». و معلوم أن الشهر الهجري قد يكون 30 يوما وقد يكون 29 يوما، ولا يمكن أن يكون 28 يوما ولا 31 يوما وإذا صام المسلمون 30 أو 29 يوما فقد أتموا ما عليهم. أما إذا صاموا 28 يوما فعلى كل مسلم قضاء يوم واحد بعد انتهاء العيد. والعبرة في الصيام والفطر برؤية الهلال بالعين والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما» رواه البخاري ومسلم. لا يعتبر بالحساب الفلكي حتى مع احتمال أن يكون صوابا والدليل على عدم اعتباره هو وجود الحساب على وقت النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك علّق الحكم الشرعي برؤية العين لا بالحساب، بل قد نقل عن ابن عبد البر وغيره: إجماع العلماء على عدم الاعتبار بالحساب الفلكي. و قد صدر يوم الاثنين 27 رمضان إعلان المحكمة العليا بتحري هلال شوال وتضمن التحري ليومين اثنين بناء على وجود الغيم في معظم مناطق المملكة أثناء تحري هلال رمضان، والذي ترتب عليه إعلان إكمال شعبان ثلاثين يوما، فدعت المحكمة إلى تحري هلال العيد مساء الثلاثاء 28 ومساء الأربعاء 29 وهذا من الاحتياط حتى في دخول رمضان. وهناك احتمالات: الاحتمال الأول أن يُرى الهلال مساء الثلاثاء 28 رمضان فيكون العيد يوم الأربعاء ونكون صمنا 28 يوما، ويكون دخول رمضان غير صحيح مع أننا فعلنا ما بوسعنا شرعا. لأننا اعتمدنا الرؤية وتعذرت مشاهدة الهلال بسبب الغيم، وهذا عذر شرعي وتطبيق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم. ويلزم كل من صام على إعلان دخول رمضان أن يقضي يوما بدلا عنه بعد أن يُفطر يوم العيد. الاحتمال الثاني: أن يُرى الهلال مساء الأربعاء 29 رمضان، فيكون العيد يوم الخميس، ونكون صمنا 29 يوما، ولا إشكال في هذه الحالة ولا قضاء. الاحتمال الثالث: ألا يُرى الهلال لا مساء الثلاثاء ولا مساء الأربعاء، فيكون العيد يوم الجمعة، ونكون صمنا 30 يوما ولا إشكال في هذه الحالة ولا قضاء. هذا، وقد وقع النقص في عهد سيدنا علي كرم الله وجهه. قال الوليد بن عتبة: «صمنا في عهد علي على غير رؤية؛ ثمانية وعشرين يوما! فلما كان يوم الفطر أمرنا أن نقضي يوما» رواه عبدالرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي.