عبرت العديد من الهيئات النقابية عن استنكارها واستيائها من تصاعد الاعتداءات الجسدية واللفظية ضد الشغيلة التعليمية، في ظل غياب الحماية. وتفاعلا مع وفاة أستاذة للغة الفرنسية بأحد معاهد التكوين المهني بمدينة أرفود، متأثرة بجروح بليغة، خلفها اعتداء أحد الطلبة المتدربين عليها بآلة حادة، قبل أزيد من أسبوعين، أطلقت هذه النقابات دعوات للاحتجاج و الإضراب، تعبيرا عن مؤازرتها نساء ورجال التعليم. في هذا السياق، أعلن المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي) بدرعة تافيلالت عن تنظيم وقفات احتجاجية خلال الاستراحة صباحا ومساء اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء، وإضراب جهوي يوم الأربعاء 16 أبريل الجاري، لرفض العنف المدرسي الذي راحت ضحيته أستاذة اللغة الفرنسية بأرفود. ووضعت الجامعة الحادثة "في سياق تفشي العنف المدرسي الذي أصبح آفة تنخر التعليم العمومي، في غياب وسائل بديلة لمواجهته والإرادة السياسية للدولة لإعادة الاعتبار للشغيلة التعليمية". وأدانت الجهة النقابية في بلاغ لها "عدم التعاطي الجدي لكل الجهات المسؤولة مع تفشي العنف المدرسي والصمت الرسمي تجاهه". ومن جهتها، دعت الجامعة الوطنية للتكوين المهني إلى حمل الشارة السوداء يوم غد الثلاثاء، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح "شهيدة الواحب المهني"، مع تنظيم وقفات احتجاجية موحدة داخل مقرات العمل من الساعة 12 زوالا إلى الساعة الثانية بعد الزوال. وحذرت الجامعة في بلاغ لها من كون منسوب العنف ضد الأطر قد بلغ مستوى غير مسبوق، توج مؤخرا بجرائم مروعة، تعكس الوضع المأساوي الذي آلت إليه مؤسسات التكوين المهني، وتضع علامات استفهام كبرى حول عدم مبالاة الإدارة واستهتارها المتواصل بسلامة وأمن الأطر التكوينية. وحملت النقابة الإدارة العامة للمكتب كامل المسؤولية في تفاقم الوضع نتيجة لامبالاتها، وتجاهلها المتكرر لمطالب توفير الحماية للمستخدمين، فيما دعت إلى فتح تحقيق نزيه وشفاف في كل قضايا الاعتداءات المسجلة، ومتابعة الجناة إداريا وقضائيا دون تهاون أو تساهل. هذا، وجددت النقابة المطالبة بتفعيل الإجراءات الوقائية والأمنية داخل مؤسسات التكوين، من خلال توفير عناصر أمن مؤهلة ومراجعة القوانين الداخلية وشروط تسجيل المتدربين، بما يضمن عدم تحول المؤسسات التكوينية إلى إصلاحيات ومراكز الدعم النفسي، وتنظيم حملات تحسيسية ترسخ قيم الاحترام والانضباط. وبدورها، حملت تنسيقية أساتذة التعاقد الدولة كامل المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع بالمدرسة المغربية، وأعلنت عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام، داعية الأساتذة إلى حمل الشارات السوداء طيلة الأسبوع، مع تجسيد وقفات أثناء فترات الاستراحة. هذا، وتتوالى بيانات التعزية في وفاة أستاذة أرفود، مع التعبير عن الغضب الواضح والإدانة الواسعة لانتشار العنف المدرسي الموجه ضد نساء ورجال التعليم، وسط دعوات إلى إيجاد حلول ناجعة تضع حدا لهذه الظاهرة الخطيرة داخل المؤسسات التعليمية المغربية.