يحاول عشرات المهاجرين منذ أيام الوصول إلى سواحل مدينة سبتةالمحتلة سباحة، انطلاقا من شاطىء الفنيدق، عبر تجاوز حاجز تراخال الصخري، متحدين سوء الأحوال الجوية بالمنطقة. ووفقا للسلطات الإسبانية، فقد قام أفراد الخدمة البحرية التابعة للحرس المدني بانتشال العديد من الأشخاص من المياه، خاصة القاصرين، لمنعهم من الغرق في ظل أمواج عاتية زادت من خطورة الموقف. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سوء الأحوال الجوية والبحرية شجع بعض السباحين المغاربة على خوض هذه المغامرة الخطيرة وغير المحسوبة. هذا، وحذرت السلطات من أن الظروف الجوية قد تتحول إلى "فخ مميت" بالنسبة إلى العديد من المهاجرين، علما أن بعضهم كان يرتدي بدلات غطس و"زعانف" في محاولة لتحدي التيارات القوية. وأبرزت وسائل الإعلام أن الأمواج العاتية جعلت عمليات الإنقاذ معقدة، إذ كافح رجال الإنقاذ لانتشال أشخاص كانوا يجرفون بعيدا بواسطة المياه، مشيرة إلى أن عددا منهم استفادوا من الرعاية الأولية وتوزيع البطانيات. وفي المقابل، رجحت مصادر أخرى وجود غرقى وتسجيل مفقودين وسط البحر، بسبب هذه الممارسات "الانتحارية". ويرى البعض أن محاولات الهجرة هاته تأتي تزامنا مع نقاشات سياسية في البرلمان الإسباني، حيث تمت المصادقة، مؤخرا، على مرسوم يهدف إلى نقل القاصرين المهاجرين من مناطق الضغط العالي، مثل جزر الكناري وسبتةالمحتلة، إلى إسبانيا. وفي المقابل، يربط أفراد الحرس المدني هذه الممارسات بالظروف الجوية السيئة التي تؤثر على مدى الرؤية ودوريات المراقبة الميدانية، وهو ما يدفع بالمهاجرين لخوض مثل هذه المخاطر، من أجل الالتفاف حول حاجز الأمواج (تراخال).