هوت أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة منذ أربع سنوات، وسط تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي بسبب التصعيد التجاري بين الولاياتالمتحدةوالصين، والذي انعكس مباشرة على معنويات السوق. ففي تعاملات صباح اليوم الثلاثاء 08 أبريل 2025، سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.92% ليصل إلى 62.26 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام برنت العالمي بنسبة 1.01% إلى 64.86 دولارًا، وذلك بعد تراجع حاد شهده السوق أمس الاثنين. وكانت الجلسة السابقة قد عرفت انخفاضًا حادًا في الأسعار بنسبة 14% لخام برنت و15% للخام الأمريكي، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية متبادلة على جميع الواردات، وهو ما أثار موجة من القلق بشأن الطلب العالمي على الطاقة. خبراء في الأسواق المالية، من بينهم وارن باترسون من بنك "آي إن جي"، أوضحوا أن الارتفاع المحدود اليوم يعود إلى استقرار جزئي في أسواق الأسهم، لكنه لا يعكس بالضرورة تغييرًا في الاتجاه العام الذي لا يزال مائلًا نحو الهبوط. وأشار تقرير صادر عن نفس البنك إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في احتمال فرض الولاياتالمتحدة تعريفات جمركية إضافية تصل إلى 50% على المنتجات الصينية، إذا لم تتراجع بكين عن إجراءاتها الانتقامية، التي بلغت نسبتها 34% حتى الآن. التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم دفع العديد من الدول إلى المطالبة بإعفاءات أو تخفيف الرسوم الجديدة، بينما تتجه الصين نحو التصعيد عبر فرض تعريفات مضادة، في خطوة قد تجر الاقتصاد العالمي إلى مزيد من التباطؤ، وبالتالي تقلل من استهلاك الطاقة. وتشير التقديرات إلى أن استمرار هذا التوتر التجاري قد يضغط أكثر على أسعار النفط، خاصة مع اقترابها من حاجز 60 دولارًا للبرميل، ما يُنذر بانكماش في السوق إذا لم يتم التوصل إلى تهدئة أو اتفاق. الرئيس الأمريكي لا يزال يتمسك بأن هذه السياسة التجارية ستُعيد التوازن للصناعة المحلية الأمريكية، إلا أن المحللين يرون أن الخسائر التي تتكبدها الأسواق، سواء في النفط أو الأسهم، قد تكون مقدمة لأزمة أعمق في الاقتصاد العالمي.