وجد المواطنون أنفسهم أمام غلاء جديد طال هذه المرة منتوج البصل، الذي شهدت أسعاره في سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء ارتفاعا ملحوظا، إذ تتراوح حاليا بين 7 و9 دراهم للكيلوغرام الواحد. وانعكست هذه الأثمنة على البيع بالتقسيط، إذ بلغ ثمن البصل الجاف (الأحمر) 12 درهما للكيلوغرام، وهو ما صار يثقل كاهل الأسر المغربية، التي تستعمل البصل بشكل كبير في رمضان. وفي تفاعلهم مع الموضوع، اعتبر مهنيون أن هذا الارتفاع يرجع إلى ثلاثة عوامل أساسية، أولها ندرة المياه التي تعيشها البلاد، والتي أثرت بشكل ملحوظ على كمية الإنتاج، خصوصا في ما يتعلق بالبصل الجاف (الأحمر). وينضاف إلى هذا العامل، بحسب هؤلاء، وجود البصل الجاف حاليا في المراحل الأخيرة من الإنتاج، وبالتالي يقل العرض مقارنة بالطلب المرتفع، خصوصا خلال رمضان، حيث يقبل المغاربة على هذا النوع الذي يدخل في مختلف الأكلات التي تعرض على مائدة الإفطار. وإلى جانب ذلك، توقف ذات المهنيين عند عامل التصدير، إذ أن توجيه كميات من هذه المادة الحيوية صوب دول إفريقية على غرار موريتانيا والسينغال في الأشهر الماضية، أثر على الأسعار. وأكد هذه المعطيات رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه، عبد الرزاق الشابي، والذي أشار إلى أن نهاية موسم عرض البصل الجاف وقلته وراء ارتفاع سعر المنتوج خلال هذه الفترة. وأوضح الشابي أن الإقبال المكثف على البصل الجاف في شهر رمضان مقابل ندرة المنتوج يجعل السعر يرتفع، فضلا عن موجة التصدير المكثفة في الأشهر المنصرمة نحو بعض البلدان الإفريقية على وجه التحديد، مما انعكس على سعر البيع خلال شهري فبراير ومارس، وأدى إلى هذا الارتفاع. واعتبر ذات المتحدث أن البصل المعروف ب "الخضارية" يمكن أن يكون خيارا بديلا للمواطنين، خصوصا أن سعره يتراوح بين 2 و4 دراهم بسوق الجملة، وينتظر أن يعرف انخفاضا أكثر في الأيام المقبلة.