في ظل صمت مريب من قيادة جبهة "البوليساريو"، تستمر عصابة تابعة لأحد كبار قيادات الجبهة، مصطفى سيد البشير، في تنفيذ عمليات اختطاف ممنهجة ضد سكان مخيمات تندوف، حيث تطالب بفديات مالية كبيرة مقابل الإفراج عن الرهائن. وتشير مصادر موثوقة إلى أن هذه العصابة تعمل دون رقيب أو حسيب، مستفيدة من غطاء رسمي يوفره لها مسؤولون فاسدون داخل الجبهة. آخر ضحايا هذه العصابة كان الشيخ الصحراوي "فظيلي ولد ابوه"، الذي تم اختطافه منذ أربعة أشهر، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن. وتشير التكهنات إلى أن الشيخ قد يكون والد أحد الأشخاص المتورطين في عمليات التهريب، مما جعله هدفاً للعصابة التي تطالب عائلته بدفع فدية مالية كبيرة مقابل الإفراج عنه. هذا، وتعيش مخيمات تندوف هذه الأيام على وقع احتجاجات شعبية حاشدة، تندد باستمرار عمليات الاختطاف التي تستهدف المدنيين، خاصة بعد اختطاف الشيخ المسن الذي تجاوز السبعين من عمره. وتوجهت عائلة المختطف برسالة قوية خلال إحدى الوقفات الاحتجاجية، داعية كل من يؤمن بالعدالة والكرامة الإنسانية إلى الوقوف ضد هذا الصمت المريب والتواطؤ المكشوف من قبل قيادة "البوليساريو". في الوقت نفسه، تتزايد التساؤلات حول دور قيادة "البوليساريو" في تغطية هذه الجرائم، خاصة مع تنامي الأدلة التي تشير إلى تواطؤ كبار المسؤولين في الجبهة مع العصابات الإجرامية. ويُعتقد أن صمت القيادة على هذه الجرائم ليس وليد الصدفة، بل هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى إبقاء الأوضاع في المخيمات مضطربة، مما يسهل عمليات التهريب وانتشار الفوضى. هذا الوضع المتفاقم يسلط الضوء على فشل ذريع لقيادة "البوليساريو" في حماية سكان المخيمات، حيث تواصل عصابات المخدرات والتهريب عملها بحرية تامة، مدعومة بغطاء من مسؤولين فاسدين داخل الجبهة. ومع استمرار الصمت الرسمي، تزداد المخاوف من أن تصبح عمليات الاختطاف والابتزاز أمراً مألوفاً في مخيمات تندوف، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها.