تحوّل مواطن إسرائيلي يدعى مردخاي بيريتس إلى محور اهتمام الإعلام العبري، بعد أن كُشف عن هروبه من العدالة في إسرائيل واستقراره بمدينة أكادير المغربية منذ سنة 2007، مستخدماً هوية مزورة للإفلات من عقوبة سجن ثقيلة بسبب إدانته في قضايا اعتداء جنسي على قاصرات. تفاصيل القضية أعيد إحياؤها من قبل صحيفة "ماكو" التابعة للقناة 12 الإسرائيلية، التي أوضحت أن بيريتس، البالغ من العمر 60 عاماً، كان قد حضر جلسة قضائية بمحكمة الناصرة سنة 2006، اعترف خلالها بالاعتداء الجنسي على فتاتين، إحداهما كانت تبلغ 7 سنوات واستمر الاعتداء عليها لسنوات، ما تسبب لها في إصابات جسدية ونفسية خطيرة. عقب توقيع اتفاق للإقرار بالذنب، هرب بيريتس من مدينة أشدود الإسرائيلية قبل صدور الحكم النهائي، ولجأ إلى المغرب عبر جواز سفر مزور وفّرته له شبكة إجرامية جنوب إسرائيل. هناك، استقر بمدينة أكادير، واندمج تدريجياً في أوساط الطائفة اليهودية المحلية التي لا يتجاوز عدد أفرادها 70 شخصاً، وفق ما نقلته الصحيفة عن دار حباد. مصادر عبرية أكدت أن بيريتس نجح في بناء حياة جديدة بعيداً عن الشبهات، حيث عمل في البداية كجزار ومدير لمقهى، قبل أن يُعيَّن مشرفاً على شؤون الكوشر، وسافر بانتظام إلى باريس ممثلاً للطائفة في قضايا الذبح الحلال، ما مكنه من كسب ثقة أبناء الجالية الذين لم يعرفوا شيئاً عن ماضيه. غير أن سنوات الصمت انكسرت بعد أن ظهرت ضحية ثالثة للعلن، كاشفة للصحيفة أنه بدأ التحرش بها عندما كانت طفلة. وقالت: "تحدثت الآن فقط، لأنه بدأ ينشر صوره مع طفل على الإنترنت"، ما أعاد القضية إلى الواجهة وأثار موجة غضب في الأوساط الإسرائيلية. وفيما أكدت مصادر أمنية للصحيفة ذاتها أن الشرطة الإسرائيلية لم تكن على علم بهروبه إلا مؤخراً، يجري حالياً التنسيق مع سلطات إنفاذ القانون في المغرب رغم غياب اتفاقية لتسليم المجرمين بين البلدين، وسط تقديرات بإمكانية ترحيله لمحاكمته في إسرائيل في حال تحديد مكانه بدقة. مصادر مقرّبة من بيريتس ذكرت أنه كان يدرك تماماً عواقب بقائه في إسرائيل، ليس فقط بسبب مدة السجن المحتملة، بل أيضاً بسبب الخطر الذي كان سيتعرض له من سجناء لا يتسامحون مع الجرائم الجنسية ضد الأطفال. لذلك، خطط لهروبه بعناية، ونجح في الإفلات من الملاحقة القانونية طيلة 18 عاماً، دون أن يثير أي شكوك داخل المجتمع المحلي الذي أصبح فيه شخصية مرجعية.