أعلن مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، اليوم الخميس، أن مشروع الطريق السريع تيزنيت-الداخلة سيخلق أكثر من 30 ألف يوم عمل مباشر و150 ألف يوم عمل غير مباشر سنوياً خلال مرحلة الاستغلال. جاء ذلك خلال لقاء صحفي عقب انعقاد مجلس الحكومة، حيث أكد أن المشروع يعد جزءاً من النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. وأشار بايتاس إلى أن المشروع ساهم خلال مرحلة الإنجاز في خلق 2,5 مليون يوم عمل، مما ساهم في إنعاش التشغيل بالمناطق الجنوبية. كما أكد أن جميع أشغال هذا المشروع الضخم تم تنفيذها من قبل أطر مغربية ومقاولات وطنية، حيث تم توظيف 35 مقاولة كبرى و15 مكتباً للدراسات، بالإضافة إلى 14 مكتباً طوبوغرافياً وأربع مختبرات لمراقبة الجودة، مما يعكس دور المشروع في تطوير المقاولة الوطنية. من الناحية الاقتصادية، أوضح بايتاس أن الطريق السريع سيقلص المسافة بين تزنيتوالداخلة للسيارات والشاحنات، مما سيخفض تكاليف النقل ويحسن مؤشرات السلامة الطرقية. كما سيسهم المشروع في تنشيط الحركة الاقتصادية وزيادة جاذبية الأقاليم الجنوبية. وفي إطار المشاريع المرتبطة بالتنمية الجنوبية، كشف بايتاس عن برمجة بناء الطريق المداري لمدينة العيون، والذي يتضمن جسراً على وادي الساقية الحمراء يمتد على طول 1648 متراً وعرض 21,4 متراً، بممرين للسير في كل اتجاه. وقد انطلقت أشغال هذا الجسر في فبراير 2024، ومن المتوقع أن تستمر لمدة 40 شهراً بتكلفة تقارب 1280 مليون درهم. يُذكر أن مشروع الطريق السريع تزنيت-الداخلة يعد أحد أضخم المشاريع التي تم تنفيذها في العشرية الأخيرة، حيث يهدف إلى هيكلة الطريق الوطنية رقم 1 على طول 1055 كيلومتراً. ويتضمن المشروع إنجاز طريق سريع بين تزنيتوالعيون يمتد على 550 كيلومتراً، بالإضافة إلى توسيع الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين العيونوالداخلة لتسعة أمتار على طول 500 كيلومتر، مما سيعزز الربط بين شمال وجنوب المملكة. هذا المشروع الضخم ليس فقط نقلة نوعية في البنية التحتية، بل أيضاً محركاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية، مما يعكس التزام الدولة بتحقيق التنمية المتوازنة وتعزيز جاذبية هذه المناطق.