إذا كنت تريد المزيد من الخيارات أو تعديلات، فلا تتردد في إخباري! شهدت مدينة الأخصاص يوم السبت 25 يناير 2025 حدثًا ثقافيًا مميزًا، حيث نظمت جمعية أشبال ودادية الأخصاص مهرجانًا احتفاليًا بمناسبة الذكرى 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بالإضافة إلى الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة. كان هذا المهرجان حدثًا استثنائيًا يعكس روح الوحدة والتعايش بين مختلف المكونات الثقافية في المغرب. استمرت فعاليات المهرجان طلية اليوم ، وشملت مجموعة من الأنشطة المتنوعة ، حيث انطلقت بحملة طبية وتحسيسية استفاد منها سكان البلدة، وخاصة النساء، وتخللها عرض "تبوردة" وفعاليات أخرى سعت إلى تعزيز الوعي الصحي والاجتماعي. لكن ذروة الفعاليات كانت في السهرة الفنية الكبرى التي قدمت في ختام الاحتفالات و التي تم فيها تكريم عدة شخصيات اعلامية ، ادارية و جمعوية . في تلك الليلة المضيئة، تحققت واحدة من أروع تجليات التلاقح الثقافي في المغرب، حيث مزجت الأغاني الحسانية والأمازيغية لتعبر عن عمق الوحدة الوطنية وروح التنوع الثقافي التي تميز المملكة. أبدع الفنان الحساني مصطفى الكمراني، في غناءه الذي لامس القلوب وتناول فيه مواضيع الوحدة الوطنية والتاريخ المشترك بين مختلف مكونات الشعب المغربي. كما أدخل لمسة موسيقية أمازيغية تعبيرًا عن هوية وطنية واحدة، لتؤكد السهرة أن المغرب هو بلد التنوع والتعايش، بلد الاستقرار والأمن. ولم يكن هذا الحدث مجرد احتفالية، بل كان أيضًا فرصة لتذكير الحضور بتاريخهم المشترك، حيث لا تزال بلدة الأخصاص، مسقط رأس الشهيد الوطني الغيور المرحوم سعيد الجماني، تحتفظ بذكريات نضالية وإنجازات تاريخية يعتز بها الجميع. إن هذه البلدة، التي تعد ملتقى للقبائل الصحراوية المغربية، تجسد مثالًا حقيقيًا للتلاقح الثقافي بين الأمازيغ والحسانيين، ويعتبر هذا المهرجان بمثابة رسالة إلى العالم عن أهمية التنوع الثقافي في بناء المجتمع المغربي. وقد لاقت الفعاليات استجابة كبيرة من قبل الجمهور الذي تفاعل مع العروض الفنية والثقافية، مما يعكس حبهم واعتزازهم بهويتهم الوطنية والإفريقية في نفس الوقت. والملاحظ أن هذا الحدث قد أضاء شوارع الأخصاص وأضفى على البلدة طابعًا احتفاليًا يعكس أصالة التراث المغربي وحيويته، في وقت تزداد فيه التحديات المتعلقة بالحفاظ على الهوية الثقافية. إن هذا التفاعل بين الأغنية الحسانية والأمازيغية يعكس الروح المغربية الأصيلة التي تحترم التنوع الثقافي وتحتفل به. ومن خلال هذه الاحتفالات، تبرز الأخصاص كرمز من رموز التعايش والوحدة التي تجعل من المغرب نموذجًا يحتذى به في المنطقة، وتؤكد أن التنوع هو مصدر قوتنا. لقد أثبتت الأخصاص في هذا اليوم أن المهرجانات الثقافية لا تقتصر على الاحتفال بالمناسبات فقط، بل هي فرصة لتعزيز قيم الأخوة، والمحبة، والانتماء الوطني، وهي بمثابة رسالة إلى الأجيال القادمة لكي يستمروا في التعايش المشترك تحت راية واحدة هي راية المملكة المغربية ، في ظل العرش العلوي المجيد. ختامًا، يبقى مهرجان الأخصاص 2025 محطة هامة في ترسيخ قيم الوحدة الوطنية، ويعكس الوجه الحضاري والمشرق للمغرب الذي يسعى دائمًا إلى تعزيز الروابط بين كافة مكوناته الثقافية والاجتماعية.