البوزيدي: الحدث فرصة لتعزيز التواصل مع التراث الأمازيغي وتكريس قيم التنوع الثقافي التي يزخر بها المغرب أكد عبد الإله البوزيدي، رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض، أن الاحتفال بمناسبة السنة الأمازيغية، تشكل محطة سنوية لتجديد الاعتزاز بالهوية الوطنية المغربية، التي تستمد قوتها من تنوعها الثقافي ووحدتها المتماسكة. وأبرز المتحدث في تصريح ل"العلم"، أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الذي يعد جزء أصيلا من تاريخ المغرب العريق، ليس مجرد مناسبة للاحتفاء بتقويم تاريخي، بل هو فرصة لإبراز التقدير العميق للثقافة الأمازيغية كمكون أساسي في الهوية الوطنية الجامعة، التي تتسم بالوحدة في التنوع.
وجاء ذلك خلال حفل فني نظمه مجلس مقاطعة أكدال-الرياض، بتنسيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمكتبة الوطنية، يوم الجمعة 24 يناير 2025.
وجاء في كلمة للرئيس بهذه المناسبة، أن الثقافة الأمازيغية، بما تحمله من قيم إنسانية وحضارية عريقة، تمثل أحد الركائز الأساسية للهوية المغربية. وأضاف أن هذه الثقافة ليست فقط إرثا تاريخيا، بل هي مكون حي نابض يثري المجتمع في مجالات متعددة، من الأدب والفن إلى الحكمة الشعبية والاحتفاء بالطبيعة والعمل.
وشدد البوزيدي، أن هذا الاحتفال يهدف إلى ابراز القيم السامية التي جسدتها الحضارة المغربية الأمازيغية عبر قرون، وللتأكيد مرة أخرى على التزام المجلس بدعم مبادرات تهدف إلى الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، وتعزيزه في مختلف المجالات.
كما أوضح المتحدث، أن هذا الاحتفال يعكس الحرص على تعزيز قيم التعايش والانفتاح، وتكريس الهوية الوطنية في إطار الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أولى اللغة والثقافة الأمازيغية مكانة سامية. وقد أكد جلالته في خطاب أجدير التاريخي يوم 17 أكتوبر 2001، أن "الأمازيغية تشكل مكونا أساسيا للهوية الوطنية الغنية بتنوعها".
وأبرز البوزيدي، في ظل عناية جلالة الملك السامية، أُحدث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وأصبحت الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، وتعززحضورها في التعليم، والإدارة، والإعلام، وكل مناحي الحياة، وإقرار يوم 14 يناير رأس السنة الأمازيغية (إيض يناير)، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها.
وشدد المتحدث، على أن التعليم هو المفتاح للحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية، ونقلها للأجيال القادمة، لذا حرص المجلس على تنظيم ورشة تعليم حرف التيفيناغ التي أطرها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في فضاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية.
وفي هذا الإطار، أوضح البوزيدي أن مجلس مقاطعة أكدال الرياض يعمل على ترجمة هذه التوجيهات الملكية السامية من خلال برامج ومبادرات تهدف إلى إبراز الموروث المغربي الأمازيغي وإشاعة روح الفخر بهذا الموروث، ودعمه عبر أنشطة ثقافية وفنية ورياضية متنوعة.
وأضاف "النهوض بالأمازيغية ليس فقط التزاما دستوريا، بل واجب وطني يعكس روح التعددية الثقافية التي يتميز بها المغرب. وهذا يتطلب تعزيز الحوار البناء بين مختلف الفاعلين من أجل تسريع خطوات تفعيل الأمازيغية لغة وثقافة وهوية، بما يخدم المصلحة العليا للوطن، ويكرس قيم التعايش والوحدة الوطنية".
وأردف قائلا:"وفي هذا السياق، فإن اتفاقية شراكة وتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية هي في مراحلها الأخيرة لمسطرة المصادقة. هذه الاتفاقية تهدف إلى تفعيل الجهود الرامية إلى تنمية علاقات التعاون والشراكة بين الطرفين من أجل تفعيل وتقوية إدماج اللغة الأمازيغية، بما يسهم في الرفع من جودة الخدمات العمومية الموجهة إلى المرتفقين وخاصة الناطقين بالأمازيغية، وكذا تنظيم الفعاليات الثقافية بهدف تثمين الموروث الحضاري والثقافي المغربي الأمازيغ، وضمان استمراريتها للأجيال القادمة، إن رأس السنة الأمازيغية مناسبة أيضا للتذكير بالقيم البيئية والإنسانية التي تتجسد في ارتباط الإنسان المغربي بأرضه واحترامه للطبيعة. وهذه القيم التي نحتفل بها اليوم تتماشى مع التحديات الراهنة التي تواجهها البشرية، مما يجعلها مصدر إلهام لنا جميعا."