تعيش المنطقة الإقليمية لأمن تزنيت هذه الأيام على إيقاع صفيح ساخن بفعل التنقيلات التأديبية «الاستثنائية» التي شملت إلى حد الآن ستة من رجال الأمن على خلفية تقارير لجن تفتيش التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني بالرباط، والتي حلت آخرها بمدينة تزنيت قبل أسبوعين من أجل الاستماع إلى المسؤولين الأمنيين والتحقيق في ما أشارت إليه شكاية مسؤول نقابي بالمدينة.وهكذا أقدمت المديرية العامة للأمن الوطني في نهاية الأسبوع الماضي، بشكل استثنائي ،ودون معرفة الأسباب الحقيقية على تنقيل عميد شرطة ممتاز(ك)إلى مدينة الرباط والكاتب الخاص لرئيس الأمن الإقليمي(ب- أ)إلى مدينة مراكش لكن بدون مهمة. لتنضاف بذلك هذه التنقيلات الجديدة إلى ما قامت به ذات المديرية في وقت سابق بتنقيل أربعة رجال أمن دفعة واحدة، حيث عملت على تنقيل مفتشي شرطة الأول إلى مدينة العيون والثاني إلى مدينة أكَادير، فيما تم تنقيل عميد شرطة إلى مدينة قلعة السراغنة وضابط شرطة إلى مدينة مراكش. كما قامت اللجنة المركزية للأمن بتفتيش جل المصالح الإدارية للمنطقة الأمنية بداية من الاستعلامات العامة، ومصلحة البطاقة الوطنية، والقسم الاداري ومصلحة الشرطة القضائية، حيث وقفت على أمور عديدة ربما كانت السبب في عمليات التنقيل المشار إليها أعلاه على الرغم من المجهودات التي يقوم بها رئيس المنطقة الامنية بتزنيت لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتطهيره من بعض العناصر الفاسدة.. لكن ورغم هذه الإجراءات ، لايزال الوضع الأمني داخل المنطقة الإقليمية لأمن تزنيت مكهربا، خاصة أن الانتقال التأديبي لم يشمل رئيس قسم الاستعلامات العامة وأن شكاية المسؤول النقابي بتزنيت أشارت إليه والتي سبق أن قدمها إلى إدارة الأمن الوطني تحت عنوان «التضييق على الحرية النقابية وعلى المنتدى الوطني للتعبئة الشاملة للدفاع عن الوحدة الترابية».كما أشارت إليه أصابع الاتهام في كل التسريبات الأمنية وخلق جو مشحون من التوتر وسط رجال الأمن، حيث أرجع عدد منهم هذا الارتباك في العمل بجميع المصالح إلى رئيس قسم الاستعلامات الذي حل بمدينة تزنيت قادما إليها من مدينة كَلميم، بعد أن عرف 14 تنقيلا إلى عدة مدن من أجل المصلحة، ومع ذلك استثني هذا المسؤول من أي تأديب مع أن الشكاية كانت ضده، زيادة على كون لجنة التفتيش استعملت لساعات طويلة إليه بشأن الاتهامات التي وجهها إليه المسؤول النقابي. وأفادت مصادرنا أن سبب الارتباك داخل المنطقة الإقليمية هو أنه عوض أن ينكب رئيس قسم الاستعلامات الشأن الأمني العام بالمدينة صار يتدخل في كل شاذة وفاذة بالمنطقة الإقليمية الأمنية، وهذا ما خلق نوعا من التوتر لدى رجال الأمن ولدى المصالح الأخرى، مما جعلهم يتساءلون هل صارت مهمة هذا المسؤول في تقاريره الأمنية السرية الانشغال بموضوع الشأن اليومي لرجال الأمن أم أن مهمته الأساسية والرئيسية هي مراقبة الوضع الأمني العام بالمدينة؟.