شهدت أسواق النفط العالمية، اليوم الإثنين، ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ شهر أكتوبر الماضي. ويرجع هذا الصعود إلى توقعات المستثمرين بتأثير الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي على الطلب العالمي على الوقود، بالإضافة إلى إجراءات التحفيز الاقتصادي التي أعلنت عنها الصين مؤخرًا. تفاصيل الارتفاع في الأسعار ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، المعيار العالمي لتسعير النفط، بمقدار 15 سنتًا (0.2%) ليصل سعر البرميل إلى 76.66 دولارًا، وهو أعلى مستوى له منذ 14 أكتوبر. كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، المعيار الأمريكي، زيادة بلغت 22 سنتًا (0.3%)، ليصل سعر البرميل إلى 74.18 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ 11 أكتوبر. العوامل الدافعة للارتفاع يأتي هذا الارتفاع في ظل توقعات بزيادة الطلب على النفط مع انخفاض درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي، مما يدفع إلى ارتفاع استهلاك الوقود لأغراض التدفئة. كما أن الإجراءات التحفيزية التي اتخذتها الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، عززت توقعات المستثمرين بزيادة الطلب على الطاقة في الأشهر المقبلة. تأثير الطقس البارد يشهد نصف الكرة الشمالي حاليًا موجة من الطقس البارد، مما يزيد من الطلب على الوقود لتلبية احتياجات التدفئة. هذا العامل الموسمي يلعب دورًا رئيسيًا في دفع أسعار النفط للأعلى، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة استهلاك الطاقة. إجراءات التحفيز الصينية أعلنت الصين مؤخرًا عن حزمة من الإجراءات التحفيزية لدعم اقتصادها، مما أثار تفاؤلًا في الأسواق بشأن تعافي الطلب على النفط. وتعد الصين لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمية، حيث يمثل نموها الاقتصادي عاملًا حاسمًا في تحديد اتجاهات أسعار النفط. توقعات المستقبل مع استمرار تأثير العوامل الموسمية والسياسات الاقتصادية، يتوقع المحللون أن تشهد أسواق النفط مزيدًا من التقلبات في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة. ومع ذلك، يبقى التوازن بين العرض والطلب، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية، عوامل رئيسية ستحدد مسار الأسعار على المدى المتوسط. يعكس ارتفاع أسعار النفط حاليًا تفاعل الأسواق مع العوامل الموسمية والسياسات الاقتصادية، مما يجعلها تحت مجهر المستثمرين الذين يترقبون أي تطورات جديدة قد تؤثر على اتجاهات الأسعار في المستقبل القريب.