تسارع دول أوروبية الزمن من أجل الحصول على لقاحات جدري القردة بعد دعوة منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق خطط تطعيم في المناطق التي تم فيها رصد هذا المرض. في هذا السياق، أعلنت شركة الأدوية الدنماركية "بافاريان نورديك" أنها وقعت عقدا لتوفير 440 ألف جرعة من لقاحها ضد جدري القردة "إمبوكس" لصالح "دول أوروبية" لم تكشف عنها. وأفادت الشركة بأن الطلبية كانت مرتقبة وتم تضمينها في توقعاتها لهذا العام، مؤكدة أن هذا الأمر لن يؤثر على القدرة المتاحة لدعم الحكومات والمنظمات في الاستجابة للطارئة الصحية العالمية التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية. وأبرزت شركة تصنيع اللقاحات أنها مستعدة لتوفير ما يصل إلى 10 ملايين جرعة من لقاحها ضد "إمبوكس" بحلول نهاية سنة 2025. ومن جهتها، أفادت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي بأنه سيتم توزيع حوالي 200 ألف جرعة في إفريقيا بفضل اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وشركة "بافاريان نورديك"، التي تمت الموافقة على لقاحها للوقاية من جدري القردة منذ عام 2019. وبدورها، أعلنت فرنسا أنها ستتبرع ب 100 ألف جرعة من لقاح جدري القردة للدول التي سجلت إصابات، فيما قالت الولاياتالمتحدة إنها ستتبرع ب 50 ألف جرعة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي أبلغت عن أكثر من 16 ألف إصابة و500 حالة وفاة هذا العام. ويأتي هذا في الوقت الذي أوصت فيه منظمة الصحة العالمية مطلع الأسبوع الجاري الدول التي سجلت إصابات بسلالة جديدة من جدري القردة بإطلاق خطط تطعيم في المناطق التي تم فيها رصد المرض. ودفع تزايد عدد الإصابات بجدري القردة في جمهورية الكونغو الديموقراطية وفي بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، منظمة الصحة العالمية إلى إعلان المرض "طارئة صحية عامة تسبب قلقا دوليا" في 14 غشت الجاري، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة. توصيات لمواجهة الأزمة دعت منظمة الصحة العالمية الدول التي تشهد تفشيا لجدري القردة إلى تبني مجموعة من التوصيات، بما فيها "إطلاق خطط للنهوض بأنشطة التطعيم ضد المرض في المناطق التي تم فيها رصد إصابات، واستهداف الأفراد المعرضين للعدوى بشكل كبير (مخالطو المرضى والمتصلون جنسيا والأطفال والعاملون في مجال الرعاية الصحية). وفي ما يتعلق بالنقل الدولي، أوصت منظمة الصحة العالمية بإنشاء أو تعزيز اتفاقات التعاون عبر الحدود حول مراقبة ومعالجة الإصابات المشتبه فيها بجدري القردة، ونقل المعلومات إلى المسافرين وشركات النقل. وأشارت المنظمة إلى ضرورة تطبيق ذلك من دون اللجوء إلى القيود العامة على السفر والأنشطة التجارية التي من شأنها أن تؤثر بلا جدوى على الاقتصادات المحلية أو الإقليمية أو الوطنية. آليات للتنسيق من أجل الاستجابة لحالات الطوارئ موازاة مع هذه التوصيات، دعت المنظمة البلدان المتضررة إلى إنشاء و تعزيز آليات لتنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ على المستويين الوطني والمحلي، وتعزيز مراقبة الأمراض ورصدها، والتمييز بين السلالات وإبلاغ منظمة الصحة العالمية عن الاصابات "في الوقت المناسب وبشكل أسبوعي". وإلى جانب ذلك، حثت الصحة العالمية على تحسين الأبحاث ومكافحة الوصمة المرتبطة بالمرض وتحسين مهارات العاملين الصحيين في مجال مكافحة جدري القردة مع تزويدهم بمعدات الحماية الشخصية. وتجدر الإشارة إلى أن مرض جدري القردة تفشى في إفريقيا، حيث كشفت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الإفريقي في آخر المعطيات الصادرة عن تسجيل إجمالي 18.737 إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القردة منذ مطلع العام في القارة السمراء، فيما أفادت السويد، في 15 غشت، برصد أول حالة مؤكدة للإصابة بالسلالة "كلايد 1" خارج إفريقيا.