أعلن الوزير الإسرائيلي بيني غانتس استقالته من الحكومة بعد انتهاء المهلة التي حددها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحرب على قطاع غزة. وأوضح غانتس أن مشاركته في مجلس الحرب كانت بدافع المصير المشترك وليس لأهداف سياسية، مشيراً إلى أن قرار الخروج من الحكومة كان معقداً ومؤلماً، وأكد على أن "نتنياهو يعطل قرارات استراتيجية مهمة لأسباب سياسية"، مضيفاً "ننسحب من هذه الحكومة لأن نتنياهو يمنعنا من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي". في بيانه الاستقالة، أشار غانتس إلى دعمه للصفقة التي عرضها الرئيس الأمريكي بايدن، ودعا نتنياهو إلى التحلي بالشجاعة لإنجاحها. وأضاف غانتس أنه يشعر بالأسى لعدم تمكن الحكومة من إعادة الأسرى إلى ذويهم، مؤكداً على ضرورة بذل كل الجهود لتحقيق الصفقة المقترحة. كما دعا وزير الدفاع غالانت إلى التحلي بالشجاعة واتخاذ الإجراءات الصحيحة. وحث غانتس نتنياهو على الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة وتشكيل لجنة تحقيق وطنية، مشدداً على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية صهيونية حقيقية. ودعا قادة الأحزاب إلى دعمه في هذا المسعى. من جهته، دعا نتنياهو غانتس إلى إعادة النظر في قرار الانسحاب من حكومة الطوارئ، مؤكداً على أهمية الوحدة الوطنية في هذا الوقت الحرج. وقال نتنياهو في بيان له على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذا وقت الوحدة وليس الانقسام. يجب أن نبقى متحدين لمواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرنا". في الوقت نفسه، قدم قائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، آفي روزنفيلد، استقالته، معترفاً بفشله في الدفاع عن المناطق المحيطة بقطاع غزة. رحيل غانتس يضع نتنياهو في موقف صعب، حيث سيفقد دعم كتلة الوسط التي كانت تعزز من الدعم للحكومة داخلياً وخارجياً، وسط تزايد الضغوط الدبلوماسية والمحلية بعد ثمانية أشهر من الحرب المتواصلة على غزة. وسيتعين على نتنياهو الاعتماد بشكل أكبر على الأحزاب المتطرفة التي تدعو إلى احتلال غزة بالكامل، مما قد يؤدي إلى توتر العلاقات مع الولاياتالمتحدة وتصاعد الضغط الداخلي، خاصة مع استمرار الحرب دون تحقيق أهدافها منذ 264 يوماً. ويرى محللون سياسيون أن استقالة غانتس قد تعرقل جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار، معتبرين أن بقاءه في الحكومة كان سيزيد من احتمالية التوصل إلى اتفاق. وتظهر استطلاعات الرأي أن غانتس يعتبر المنافس السياسي الرئيسي لنتنياهو، خاصة بعد تراجع شعبية الأخير عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر. انضم غانتس إلى حكومة الوحدة بعد الهجوم مباشرة، مؤكدًا أنه وضع الاعتبارات السياسية جانباً من أجل "المصلحة القومية". المصدر: أرتي الروسية