باتت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ذلك أنها تقدم فرصا هائلة للتواصل والتعلم والتجارة، غير أنها تستخدم أيضا لأغراض غير قانونية، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا للأفراد والمجتمعات. وتعرف هذه الأنشطة غير القانونية المتصلة بالتكنولوجيا والمجال الرقمي باسم "الجرائم الإلكترونية" أو "الجرائم السيبرانية". ما هي الجريمة الإلكترونية؟ الجريمة الإلكترونية هي أي فعل إجرامي يستخدم أجهزة الكمبيوتر أو الشبكات الإلكترونية كأداة لارتكابه أو كهدف له. Your browser does not support the video tag. Your browser does not support the video tag. وتشمل هذه الجرائم مجموعة واسعة من الأنشطة، ومن بينها القرصنة عن طريق اختراق أنظمة الكمبيوتر وشبكات المعلومات بغرض السرقة أو التخريب أو التجسس، والاحتيال الإلكتروني، عبر خداع الأفراد للحصول على معلومات شخصية أو أموال عبر الإنترنت. وإلى جانب ذلك، تشمل الجرائم الإلكترونية أيضا سرقة البيانات الشخصية أو المالية من أجهزة الكمبيوتر أو قواعد البيانات، والتحرش الإلكتروني عبر إرسال رسائل تهديد أو مسيئة إلى شخص ما عبر الإنترنت، فضلا عن نشر المحتوى غير القانوني الذي يشمل توزيع المواد الإباحية أو خطاب الكراهية أو غيرها من المحتويات. ومن جهة أخرى، تعد جرائم الإنترنت المرتكبة ضد الأطفال من أخطر أنواع الجرائم الإلكترونية، ذلك أنها تقوم على استغلال الأطفال أو إيذائهم عبر الإنترنت. الجرائم الإلكترونية.. خطورة متزايدة تشكل الجرائم الإلكترونية تهديدا خطيرا للأفراد والمجتمعات نظرا لسهولة ارتكابها، إذ يمكن أن يتم ذلك انطلاقا من أي مكان في العالم، دون الحاجة إلى اتصال مباشر مع الضحية. وإضافة إلى ذلك، يتجلى الخطر المتعلق بهذه الجرائم أيضا في صعوبة تتبعها، إذ يمكن للمجرمين الإلكترونيين إخفاء هويتهم، مما يجعل من الصعب القبض عليهم ومحاكمتهم. ومن المعلوم أن الجرائم الإلكترونية يمكن أن تخلف آثارا مدمرة، بسبب الضرر المادي والنفسي الكبير الذي تلحقه بالضحايا، بما في ذلك فقدان المال وسرقة البيانات والهوية، وحتى التهديد بالعنف. هذا، وقد تعاظم الخطر المتعلق بهذا النوع من الجرائم بسبب تهديدها الأمن القومي في بعض الحالات، إذ يمكن استخدام الجرائم الإلكترونية لسرقة الأسرار الحكومية أو تعطيل البنية التحتية الحيوية. الحماية من الجرائم الإلكترونية هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها للحماية من الجرائم الإلكترونية، ومنها استخدم كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها لكل حساب من الحسابات الخاصة على الإنترنت، إضافة إلى تثبيت برامج مكافحة الفيروسات وبرامج مكافحة التجسس على جهاز الكمبيوتر الخاص بكل فرد. ولا بد أيضا من توخي الحذر بشأن المعلومات التي تتم مشاركتها على الإنترنت، مع عدم فتح رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة أو النقر على الروابط مجهولة المصدر، والحرص تحديث البرامج والتطبيقات التي يتضمنها الكمبيوتر أو الهاتف بشكل دائم. وفي خلاصة القول، لا بد من التأكيد على أن الجريمة الإلكترونية ظاهرة خطيرة تتطلب جهدا جماعيا لمكافحتها، إذ يجب على الحكومات والأفراد والشركات التعاون فيما بينها لتعزيز الأمن الإلكتروني ونشر الوعي حول مخاطر الجرائم الإلكترونية.